اتفاق الإطار الذي سيعرضه كيري يتضمن كل القضايا الجوهرية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      حتى الآن لم يعرض وزير الخارجية الأميركي جون كيري على إسرائيل والفلسطينيين أي اتفاق إطار مكتوب، علماً بأن حقيبته تتضمن مسودة تشتمل على تفصيلات تتعلق بمواجهة جميع القضايا الجوهرية للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. عوضاً من ذلك، اختار كيري أن يعرض على الجانبين مبادئ ذلك الاتفاق بصورة شفهية كي يظل هناك إمكان لإدخال مزيد من التحسينات والتعديلات.·      وعلى ما يبدو، فإن الوثيقة المكتوبة ستُعرض على الجانبين الشهر المقبل، وفي سياق إعدادها قام الأميركيون بإجراء استطلاعات للرأي العام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لدرس مواقف الجمهورين إزاء الموضوعات التي ترد في اتفاق الإطار وإزاء صياغتها.·      ونظراً إلى أن الوثيقة لم تُعرض رسمياً حتى الآن، فلم يُطلب من الجانبين الرد على كيري. ومع ذلك، فإن ما شهدناه هذا الأسبوع يشير إلى أن عملية إعداد الرأي العام لنشر الوثيقة بدأت. وتظهر هذه العملية الخلافات الداخلية المتعلقة باتفاق الإطار.·      فمثلاً أعلن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] أن حزبه سيرفض تأييد أي اتفاق مع الفلسطينيين لا يقوم على مبدأ "تبادل السكان والأراضي" بحيث يتم ضم منطقة وادي عارة [في المثلث] مع سكانها إلى الدولة الفلسطينية التي ستُقام. وفوراً بعد ذلك أكد وزير الداخلية الإسرائيلي جدعون ساعر [ليكود] أن هذا الأمر لن يكون. ولا شك في أن ساعر يتكلم بالنيابة عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وما يمكن أن نستنتجه من هذا أن اتفاق الإطار يشمل تبادل أراض، لكنه لا يشمل تبادل سكان.·      ثمة مثال آخر: يؤكد رئيس الحكومة أنه لن يوافق قطّ على التخلي عن الخليل وبيت إيل، ومن "لا" نتنياهو هذه تعرف شيئاً عن "نعم"، لأنه توجد هنا إشارة خفية إلى أن كل ما يقع خارج الكتل الاستيطانية الكبرى [في الضفة الغربية] لن يبقى خاضعاً للسيادة الإسرائيلية بموجب اتفاق الإطار.·      وبالنسبة إلى موضوع مكانة القدس، فإن وسائل الإعلام الأميركية أعطت إشارة يبدو أنها جاءت بتوجيه قدمه كيري خلال زيارته لدول الخليج. فقد استعمل كيري مصطلح "القدس الكبرى"، وهذه إشارة إلى أن الوثيقة يظهر فيها موضوع عاصمة فلسطينية في القدس، لكن ليس بالضرورة ضمن نطاق حيّزها البلدي. فهل ستكون العاصمة الفلسطينية في أبو ديس، أم في الحي الإسلامي؟ هذا الأمر غير واضح بعد إذ إن القدس الكبرى مصطلح غامض. إذا أردنا أن نلخص جملة التصريحات والإشارات الخفية يمكن القول إن اتفاق الإطار يتضمن كل القضايا الجوهرية للنزاع، وإن أساس التفاوض سيكون خطوط 1967 مع تبادل أراض تكون متساوية من حيث القيمة ومع بقاء الكتل الاستيطانية الكبرى وإخلاء المستوطنات القائمة خارج هذه الكتل، في حين أن عاصمة الدولة الفلسطينية لن تكون بالضرورة ضمن حدود القدس البلدية.·      إن هذه الصيغ كلها صعبة الهضم على نتنياهو وأيضاً على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. كما أنه لم تتسرب أي مواد تتعلق بقضيتي الترتيبات الأمنية وحق العودة للاجئين الفلسطينيين. إن الأمل الوحيد بأن ينجح كيري في تجاوز شهر نيسان/ أبريل المقبل [الموعد المحدّد لانتهاء جولة المفاوضات الحالية] من غير تفجير، مرهون بشخص واحد هو الرئيس الأميركي باراك أوباما. والسؤال المطروح الآن هو: هل سيكون أوباما مستعداً لدخول مواجهة مباشرة مع نتنياهو وعباس ليدفع قدماً باتفاق الإطار؟.