كيف نواجه حملة المقاطعة ضد إسرائيل؟
المصدر
مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية

تأسس في سنة 1993 على يد الدكتور توماس هيكت، وهو من زعماء اليهود في كندا، وكان تابعاً لجامعة بار إيلان، وأُطلق عليه هذا الاسم تخليداً لذكرى اتفاق السلام الإسرائيلي -المصري الذي وقّعه مناحيم بيغن وأنور السادات. يعالج مسائل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني والصراعات في المنطقة والعالم. يميل نحو وجهة نظر اليمين في إسرائيل. كما أصدر المركز مئات الدراسات والكتب باللغتين العبرية والإنكليزية.

– سلسلة الأبحاث، العدد 231

·      إن المقاطعة الثقافية لإسرائيل التي تنظمها جمعية الدراسات الأميركية (ASA)، هي الفصل الأخير في حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (BDS) الشاملة ضد دولة إسرائيل. وعند تفحص حملة المقاطعة الشاملة (BDS)، تطرح ثلاثة تساؤلات رئيسية تنبغي الإجابة عنها: من وما هي الجهة التي تقف وراءها؟ ما هو نطاق التهديد؟ وكيف ينبغي أن ترد إسرائيل؟·      تتكون النواة الصلبة للحملة من عناصر يسارية راديكالية مناهضة للصهيونية. أي أن هؤلاء يعارضون وجود إسرائيل بوصفها دولة يهودية وديمقراطية. ولحسن الأقدار، فإن الغالبية العظمى من الجمهور في الغرب لا تؤيد هذا الموقف. لكن مع الأسف، وانطلاقاً من اعتراف النواة الصلبة للحملة بهذه الحقيقة، فهي تركّز علانيةً على مسألتي الاستيطان واستخدام إسرائيل "المفرط" للقوة، بهدف توسيع رقعة التأييد للحملة. وفي الواقع، لقد أحرزوا بعض النجاحات على هذا الصعيد، لأن الإجماع في الغرب بدأ يشعر بأن المشروع الاستيطاني خطأ وبأنه يضاد الإنتاجية. ·      لا تنبغي المبالغة في دلالة حملة المقاطعة الثقافية (ASA)، فإن دعم الجمهور الأميركي لإسرائيل على حساب الفلسطينيين عارم، وبرغم الانتقادات الموجهة للمشروع الاستيطاني، يتعاطف الليبراليون الأميركيون بمعظمهم مع إسرائيل أكثر مما يتعاطفون مع الفلسطينيين. وباستثناء الكنيسة البروتستانتية الأساسية في أميركا، فإن ساحة المعركة بالنسبة للمقاطعة الشاملة (BDS) هي في أوروبا الغربية، وحتى الآن لم يكن لأي من المقاطعات تأثير عملي كبير.·      ومع ذلك، فمن المضلل على نحو خطير اعتبار أن كل شيء على ما يرام، لأن هدف الحملة الشاملة (BDS) بقيادة هيئات المجتمع المدني، توفير بيئة سياسية معادية.·      أما النتائج المادية فهي ثانوية، فالصراع قائم على المشروعية والرمزية السياسيتين، وحملة المقاطعة (BDS) لن تركع إسرائيل، لكن يمكنها إلحاق أذى ملحوظ بها على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي، وحتى على الصعيد العسكري على مر الزمان. فإذا فشلت مباحثات السلام الحالية، سيسعى الفلسطينيون إلى فرض عقوبات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة وفي المؤسسات الدولية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، سيسعون إلى محاكمة ضباط إسرائيليين في المحكمة الجنائية الدولية، ولهذا التهديد تداعيات سلبية على الردع الإسرائيلي. ومبادرات المقاطعة بقيادة المجتمع المدني، تصب في هذه الاستراتيجية التي تسمح للفلسطينيين بالقول إنه يوجد تأييد واسع للعقوبات في وسط الجمهور الغربي.·      كيف ينبغي لإسرائيل وأصدقائها في الخارج الرد على هذا التهديد؟ أولاً، ينبغي تقسيم المسؤولية جيداً، فعلى مؤسسات الحكومة أن تقود التعامل مع الحكومات الأجنبية والمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة. ثانياً، بالنسبة للتفاعل مع مؤسسات المجتمع المدني الداعمة لحملة المقاطعة في الخارج، ينبغي أن يأتي الرد من المجتمع الإسرائيلي وأصدقاء إسرائيل في الغرب. والناشطون المحليون المعارضون لحملة المقاطعة، أفضل من يتصدر للرد عليها لأن قدرتهم على التفريق بين مشروعية دولة إسرائيل من جهة، وسياسة هذه الحكومة أو تلك من جهة أخرى، جوهرية من أجل ضمان ازدراء واسع لحملة المقاطعة (BDS). ولكن هناك كلام اليوم عن إنشاء هيئة حكومية لمواجهة المقاطعة. وهذا هو الخطأ بعينه.