شهدت الاحتجاجات الأسبوعية ضد الحكومة الإسرائيلية، على خلفية خطتها الرامية إلى إضعاف الجهاز القضائي، والتي جرت في جميع أنحاء إسرائيل أمس (السبت) للأسبوع الحادي عشر على التوالي، تصعيداً في العنف والإساءات اللفظية ضد المتظاهرين من طرف متظاهرين مضادين لهم، إذ قام مؤيّدو الحكومة بدهس وضرب وشتم ومهاجمة منتقدي الخطة التي يطرحها الائتلاف.
وبسبب هذا العنف، وجّه قادة المعارضة ومنظّمو الاحتجاجات أصابع الاتهام إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وأكدوا أنه يؤجج الكراهية بين مؤيّديه، ويفشل في التنديد، بوضوح، بالعنف الموجّه ضد المتظاهرين.
وكتب رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر": "إن تحريض الحكومة على العنف ضد المتظاهرين تسبب بذلك. أدعو الليكود إلى ضبط بلطجيته، وأدعو رئيس الحكومة إلى إدانتهم بقوة."
وقال قادة المتظاهرين في بيان صادر عنهم إن تصعيد العنف هو نتيجة مباشرة للتحريض الصادر عن نتنياهو.
وأضاف البيان أن نجل رئيس الحكومة يائير نتنياهو وصف المتظاهرين بأنهم نازيون.
وقال رئيس تحالُف "المعسكر الرسمي" عضو الكنيست بني غانتس في بيان صادر عنه إن العنف ضد المتظاهرين يتصاعد في جميع أنحاء البلد، والحرب الأهلية باتت أمامنا. وأضاف: "إن المسؤولية تقع عليك يا نتنياهو. أطالبك بالدعوة إلى وقف العنف، والضغط على الفرامل الآن. أوقف كل شيء. نحن نقترب من الهاوية."
وقالت رئيسة حزب العمل عضو الكنيست ميراف ميخائيلي: "هذه الكراهية للمحتجين، ولليسار، وللنظام القضائي، وللديمقراطية، لم تولد في قلوب الناشطين، بل يتم تلقيمهم إياها من الأعلى، وهي تتسرب إلى الداخل. إن مثل هذه الأمور انتهت بسفك دماء من قبل. نتنياهو، أوقف ميليشياتك قبل أن يتكرر ذلك مرة أُخرى،" في إشارة إلى اغتيال رئيس الحكومة السابق يتسحاق رابين سنة 1995.
وتم تسجيل أحداث عنف ضد المتظاهرين في عدة مواقع أمس.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت رجلاً في السابعة والخمسين من عمره، بعد أن دهس مجموعة من المتظاهرين في هرتسليا [وسط إسرائيل]، وهو ما أسفر عن إصابة متظاهر.
كما أعلنت الشرطة اعتقال شاب، بعد أن قاد دراجته النارية وسط مجموعة من المتظاهرين في مدينة غفعتايم في ضواحي تل أبيب. ولم يُصب أيٌّ من المتظاهرين في هذه الحادثة.
وشوهد عدد من ناشطي اليمين، بعضهم كان ملثماً، وهم يواجهون، جسدياً، متظاهرين في تل أبيب. وفي تظاهرة مضادة نظّمها اليمين في المدينة لدعم التغييرات التي تقترحها الحكومة، رُفعت لافتات كُتب عليها "اليساريون خونة". وتم تصوير ناشط معروف في الليكود وهو يصرخ على نساء في تل أبيب ارتدين أزياء الإماء الواسعة الانتشار، قائلاً لهن: "إماء هتلر الحقيرات". كما وصفهن بأنهن "بلاشفة حمر، حقيرات وملعونات، راقصات الإرهاب الإسلامي، عنصريات وبيض ساخطات".
وشارك في احتجاجات أمس أكثر من 270.000 متظاهر.
وتعهّد منظّمو الاحتجاجات تصعيد التظاهرات إذا لم يوقف الائتلاف مقترحاته التشريعية، والتي من المقرر أن يطرحها الأسبوع الحالي، وأعلنوا يوم الخميس المقبل "يوم شلل وطني".
وجاء في بيان صادر عنهم أمس: "تعتزم الحكومة الإسرائيلية الأسبوع القريب تمرير قوانين الديكتاتورية والإكراه الديني. سيصطف مئات آلاف الأشخاص ضدهم، مثل جدار حديدي، وسيدعمون المحكمة العليا ورؤساء الجهاز القضائي لوقف الانقلاب. يجب على كل مواطن أن يخرج ويقف في هذه اللحظات المصيرية بالنسبة إلى دولة إسرائيل. ومعاً سننقذ الديمقراطية الإسرائيلية".
هذا، وتكلم في تظاهرة تل أبيب يعقوب فرنكل، محافظ بنك إسرائيل سابقاً، والذي ترأس حتى قبل وقت قريب بنك "جي بي مورجان تشيس إنترناشونال"، فقال إن خطط الحكومة البعيدة المدى لإصلاح الجهاز القضائي تدمر المشروع الصهيوني من الداخل، وستتسبب بعواقب اقتصادية وخيمة لإسرائيل.
كما تكلم دان حالوتس الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، فحثّ المتظاهرين على جلب المزيد من الناس إلى الاحتجاجات، واصفاً النضال ضد الإصلاح القضائي للحكومة بأنه حرب تحرير لدولة إسرائيل.