الجيش الإسرائيلي يتوغل ليلاً في نابلس ويفجر مصنعاً للعبوات تابعاً لـ "عرين الأسود"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

ذكر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن قوة مشتركة من الجيش ومن قوات مكافحة الإرهاب دخلت مساء إلى منزل في حي القصبة في نابلس يستخدمه ناشطون في مجموعة "عرين الأسود" كمصنع لإنتاج العبوات. وجرى خلال العملية تبادل لإطلاق النار مع المسلحين، وقام عشرات الفلسطينيين بإشعال الإطارات ورمي الزجاجات المشتعلة والحجارة على الجنود.

وتُعتبر هذه العملية، التي شارك في جزء منها مقاتلون من فرقة غفعتي، خارجة عن المألوف بالنسبة إلى قوات الجيش وقوات مكافحة الإرهاب. فقد دخلت القوات إلى المدينة بعد أن تمكن الشاباك من جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن المنزل الذي يجري فيه تحضير العبوات، وقامت قوات "يمما" بمحاصرة المنزل من خلال تبادل إطلاق النار، ثم عمدت قوات من الجيش إلى تفجيره. فالجيش الإسرائيلي أراد أن يثبت من خلال هذه العملية أنه ما زال يملك حرية العمل في قلب القصبة في نابلس، كما أراد أن يبيّن عمق التغلغل الاستخباراتي في مواجهة التنظيمات المسلحة في المنطقة. وتأتي هذه العملية بعد يومين من اغتيال المسؤول البارز في مجموعة "عرين الأسود" تامر الكيلاني في عملية تفجير عبوة ناسفة في دراجة، والتي جرى نسبها إلى إسرائيل.

من جهة أُخرى، صرّح وزير الدفاع بني غانتس، في مقابله مع إذاعة راديو ynet قبل العملية، أن هناك تزايداً في عدد الهجمات لكن ما يجري ليس انتفاضة، وتابع: "سنواصل العمل ضد كل من يحاول المس بالمواطنين الإسرائيليين في أي مكان وفي أي وقت".

وأثنى وزير الأمن الداخلي عومر بار-ليف على عمل الجيش و"يمما" والشاباك، وهنأهم على "العملية الجريئة والمهنية التي جرت في ظروف صعبة جداً في نابلس، ودمرت شبكة إرهاب فلسطينية، وقضت على مسؤولين عن هجمات أو على مخططين لهجمات مستقبلية". وتابع بار-ليف: "ستواصل دولة إسرائيل مفاجأة المخربين ومهاجمة المنفذين، أو الذين يرسلونهم، في كل مكان وزمان".

وذكر مراسل "هآرتس" (25/10/2022) أن العملية استمرت ثلاث ساعات قُتل جراءها الناشط في "عرين الأسود" حمدي صبيح الحوح (31 عاماً) ومشعل البغدادي (27 عاماً) وعلي خالد عنتر (26 عاماً) وحمدي محمود شرف (35 عاماً)، كما سقط عدد من الجرحى، اثنان منهم جروحهم بليغة.

في المقابل، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجوم الإسرائيلي على نابلس، وقال إنه سيتوجه فوراً إلى الإدارة الأميركية ويطلب منها التدخل. في غضون ذلك تجمع عشرات الفلسطينيين وساروا في مسيرات في رام الله وفي مدن أُخرى احتجاجاً على العملية الإسرائيلية، وأُطلقت دعوات إلى الإضراب العام بدءاً من صباح اليوم في كل أنحاء الضفة، وإلى تنظيم مسيرات في اتجاه الحواجز الإسرائيلية ونقاط الاحتكاك.

وتحدث الجيش الإسرائيلي عن إطلاق جنوده النار هذه الليلة بالقرب من النبي صالح شمالي رام الله على شاب فلسطيني رمى عبوة في اتجاهم، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة. وذكرت مصادر فلسطينية أن الشاب هو قصي التميمي (20 عاماً) الذي فارق الحياة جراء الجروح التي أصيب بها. وشهد مكان الحادث وقوع مواجهات أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين جراء تنشقهم الغاز المسيل للدموع.

كما اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي هذه الليلة في مناطق مختلفة من الضفة ثلاثة مطلوبين، واستولت على أسلحة بينها بندقية كلاشينكوف.