ذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الخميس) أن وزير الدفاع بني غانتس أصدر أوامر تقضي بأن تكون قوات الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب في شمال البلد على خلفية انتكاس الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
وأضاف البيان أن هذه الأوامر جاءت في إثر قيام غانتس بإجراء تقييم للوضع مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي ومسؤولين أمنيين آخرين، وبعد أن قالت إسرائيل إنها لن تقبل التعديلات اللبنانية المقترحة على مسودة اتفاق مع لبنان توسطت فيه الولايات المتحدة.
وجاء في البيان أن "وزير الدفاع أوعز إلى الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لسيناريو تصعيد في الشمال، هجومياً ودفاعياً، في ضوء التطورات الأخيرة على صعيد المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية".
يُذكر أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هدّد عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة بمهاجمة إسرائيل إذا ما بدأت التنقيب في حقل الغاز "كاريش" المتنازع عليه، لكن بدا أن نصر الله أخذ يتراجع عن تهديداته خلال خطاب متلفز في نهاية الأسبوع، وذلك بعد أن سلمت الولايات المتحدة مسودة اتفاقها إلى الجانبين. ومع ذلك رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد أمس التعديلات المطلوبة من بيروت على الصفقة المقترحة مما ألقى بظلال من الشك على جدوى التوصل إلى اتفاق. وشدّد لبيد على أنه لن يضر بمصالح إسرائيل الاقتصادية والأمنية حتى لو كان ذلك يعني أنه لن يكون هناك اتفاق في المدى القريب.
في غضون، ذلك قال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي اللواء احتياط يعقوب ناغل لصحيفة "يسرائيل هيوم" أمس، إن إسرائيل ما زالت بعيدة عن خوض مواجهة عسكرية في منطقة الحدود الشمالية.
وأكد ناغل أنه على عكس ما يجاهر به نصر الله فإن المواجهة هي آخر ما يريده زعيم حزب الله، فهو مهتم جداً بالتوصل إلى اتفاق ينسب الفضل فيه لنفسه، لكن ليس عن طريق الانخراط في مناوشات عسكرية مع إسرائيل في هذه المرحلة، كما أكد أن نصر الله على دراية بالعواقب الوخيمة التي ستنجم في حال قيامه بانتهاك سيادة إسرائيل.