صفقة تبادل خاسرة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • إذا كان تلميح زعيم حزب الله، حسن نصر الله، خلال خطابه هذا الأسبوع، إلى أن هناك صفقة قريبة للإفراج عن أسرى لبنانيين في مقابل الجنديين الإسرائيليين المخطوفين صحيحاً، فإن ذلك يعني فقط أن نصر الله حقق نصراً مطلقاً على حكومة إيهود أولمرت في المواجهة بينهما التي بدأت في 12 تموز/ يوليو 2006، وأدت إلى سقوط 160 قتيلاً إسرائيلياً ومئات الجرحى، وإلى دمار كبير.
  • يستند هذا التفسير إلى الصفقة التي يجري الحديث عنها، ولم يتم تأكيدها رسمياً، والتي تنص على تبادل الجنديين إلداد ريغف وأوري غولدفاسر بالقاتل سمير القنطار وبأسرى لبنانيين آخرين. لقد سبق أن وعد نصر الله عائلات الأسرى بأن يقوم بعمل يؤدي إلى الإفراج عنهم، وسُميت عملية اختطاف الجنديين "الوعد الصادق". إن الزمن الذي مر، والثمن الذي دفعه حزب الله جراء عمليات الجيش الإسرائيلي، لا يغيران حقيقة أن إسرائيل تفرج عن القنطار وزملائه في إثر عملية اختطاف، وأنها رفضت الإفراج عنهم من دون عملية كهذه.
  • لقد كان مقرراً أن يتم الإفراج عن القنطار في المرحلة الثانية من صفقة التبادل السابقة التي أُبرمت في سنة 2004 [صفقة تننباوم]، وذلك في مقابل معلومات موثوق بها عن مصير مساعد الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد. وبما أن معلومات كهذه لم تُسلم، لم يُفرج عنه، فقام نصر الله بعملية اختطاف أخرى.
  • من الممكن أن نقبل الثمن المر لانتصار نصر الله لو أن ريغف وغولدفاسر في قيد الحياة، لكن هناك خشية كبيرة أن يكونا في عداد الأموات. صحيح أن استعادة الأموات مهمة أيضاً، غير أن "الثمن" يجب أن يكون أقل.
  • لا يجوز أن تفرج إسرائيل عن أسرى في مقابل جثث، لأنها بذلك تشجع على القيام بعمليات اختطاف أخرى. إن الإفراج عن القنطار في مقابل ريغف وغولدفاسر، حتى إن كانا في قيد الحياة، ومن دون معلومات عن أراد، سيعتبر فشلاً إسرائيلياً مدوياً، غير أنه من الممكن تحمله أكثر من تكريس نمط تبادل أسرى مع قتلى.