هرتسوغ يحمّل نتنياهو مسؤولية إيجاد حلّ للأزمة الخطرة في إسرائيل، والائتلاف الحكومي يشنّ هجوماً حادّاً عليه
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتحمّل مسؤولية إيجاد حلّ يضع حدّاً للأزمة الخطرة في إسرائيل على خلفية خطة الإصلاح القضائي الحكومية الرامية إلى إضعاف الجهاز القضائي، وشدّد على أنه حذّر كثيراً خلال الأشهر الأخيرة من إمكان الوصول إلى الوضع الراهن.

وجاءت أقوال هرتسوغ هذه في سياق خطاب وجّهه إلى الشعب من ديوان رئاسة الدولة الإسرائيلية في القدس مساء أمس (الأربعاء)، وذلك بعد يومَين من مصادقة الكنيست على تعديل قانوني يلغي "حجة المعقولية" بتأييد 64 عضو كنيست، ومن دون أي صوت معارض، وفي إثر انهيار محاولات التوصل إلى تسوية بشأن خطة إصلاح الجهاز القضائي الإسرائيلي.

وقال هرتسوغ: "كما أكدتُ في الماضي، فإن المسؤولية الأكبر، إن لم تكن حصرية لإيجاد حلول تعود بالنفع على الدولة والمجتمع ككل، تقع دائماً على عاتق أولئك الذين تكون مقابض السلطة في أيديهم. إننا اليوم في عشية التاسع من آب العبري [ذكرى خراب الهيكل حسب اعتقاد اليهود] وهذا هو وقت ضبط الذات، ووقت التحلي بالمسؤولية والمحافظة على الأمر الأسمى وهو منع اندلاع حرب أهلية."

وأشار هرتسوغ إلى أنه باعتباره من المعتقدين بأن الاتفاق بين الائتلاف والمعارضة بشأن إصلاح الجهاز القضائي كان ممكناً، فإنه يشعر بخيبة أمل كبيرة. وأضاف: "في الأشهر الأخيرة كنتُ أحذّر من هذه اللحظة. لقد توسّلت من أجل الاستماع والتواصل والمسؤولية. تحدثتُ عن معسكرَين في إسرائيل، يقف الواحد منهما ضد الآخر، وعن إمكان حدوث عنف، وعن الاستقطاب الذي سيفرق بيننا، وعن الأضرار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وعن أعدائنا من بعيد وقريب. واليوم ليس هناك أي شكّ في أن التحدي بات أكبر من أيّ وقت مضى."

وأشار هرتسوغ إلى زيارته التي قام بها مؤخراً إلى الولايات المتحدة، فقال إنه أعلن خلالها أمام الكونغرس الأميركي أنه يؤمن بقوة الديمقراطية الإسرائيلية، وتعهد بحمايتها والمحافظة عليها بأي ثمن، وأكد أنه يقف وراء كل كلمة قالها.

وأشار هرتسوغ إلى أنه يشعر بالقلق على أمن إسرائيل جرّاء التهديدات المتواترة بعدم التطوّع في الخدمة العسكرية الصادرة تباعاً عن جنود تشكيلات الاحتياط والمتطوعين في جميع وحدات الجيش الإسرائيلي، لكنه في الوقت عينه أكد أنه يثق في أن جميع هؤلاء لن يتخلوا عن دورهم في المحافظة على دولة إسرائيل مستقرة وآمنة.

وهاجم الائتلاف الحكومي رئيس الدولة بحدّة لأول مرة. وقال رئيس كتل الائتلاف في الكنيست عضو الكنيست أوفير كاتس [الليكود] إن أقوال الرئيس مؤسفة للغاية.

وأضاف كاتس: "بدلاً من إيصال رسالة مصالحة والانضمام إلى دعوة الائتلاف للعودة إلى المحادثات، وجّه هرتسوغ أصابع الاتهام نحو الائتلاف، وتجاهل أن قادة المعارضة هم الذين تصرّفوا بغير مسؤولية، عندما فجّروا المحادثات تحت ضغط الاحتجاجات."

واتهم كاتس هرتسوغ بتجاهل الجهود الكبيرة والتسويات بعيدة المدى التي قدمها الائتلاف من أجل الاتفاق على بنود خطة الإصلاح القضائي.