أفضل فرصة للسلام مع الفلسطينيين تكمن في العلاقات مع السعودية
المصدر
مكور ريشون

صحيفة إسرائيلية يومية بدأت بالظهور في سنة 2007. تميل نحو مواقف اليمين وتؤيد نشاطات المستوطنين في الضفة الغربية، كما تعكس وجهة نظر المتدينين في إسرائيل.

المؤلف
  • اتفاق التطبيع الآخذ في التشكل بين إسرائيل والسعودية يثير انتقادات في أوساط معينة لأنه لا يشمل تقديم تنازلات إسرائيلية بعيدة المدى للفلسطينيين. ونراهم يتساءلون: ما فائدة اتفاق مع السعودية لا يعطي الفلسطينيين شيئاً، وفقط يزيد في يأسهم؟ والحقيقة هي العكس تماماً: إن أفضل طريقة للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين هي تحديداً من خلال تحسين العلاقات مع العالم العربي، وفي طليعته السعودية.
  • إن سبب عدم وجود اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ليس عدم تقديم تنازلات إسرائيلية. فخلال السنوات الـ25 الماضية اقترح رئيسا الحكومة إيهود باراك وإيهود أولمرت اتفاقات سلام مفصلة، تضمنت قيام دولة فلسطينية، وتفكيك مستوطنات، وعاصمة فلسطينية في القدس الشرقية، وحتى سيطرة عربية على حرم المسجد الأقصى، أي كل ما كان يرغب فيه الفلسطينيون، لكن هذا لم يكن كافياً، فالزعيمان الفلسطينيان ياسر عرفات ومحمود عباس رفضاه.
  • السبب الحقيقي لعدم وجود سلام بين إسرائيل والفلسطينيين هو، مع الأسف الشديد، رفض الفلسطينيين الاعتراف بوجود إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. هم لا يريدون قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بل مكانها. لو كان على إسرائيل مواجهة الفلسطينيين وحدهم، لكان النزاع انتهى منذ وقت طويل...
  • لا تستطيع إسرائيل التأثير في المزاج الفلسطيني العام الرافض لوجودها، وهي غير قادرة على تغيير الروح الأساسية للمجتمع الفلسطيني التي ترى في قيام إسرائيل "نكبة" مريعة بالنسبة إليه، وهو ما زال يريد "إصلاح" هذا الظلم من خلال عودة اللاجئين - الذين هم فعلاً أحفاد اللاجئين - إلى تخوم دولة إسرائيل، وتحقيق "حق العودة".
  • لكن الشعوب، مثل الإنسان، تستجيب للحوافز. إن ما سمح باستمرار النهج الفلسطيني المتشدد طوال 75 عاماً هو التأييد المطلق من العالَمين العربي والإسلامي. وما دام العالم العربي يضع كل ثقله مع المطالب الفلسطينية، لم يكن لدى الفلسطينيين سبب لتغيير موقفهم وقبول حقيقة أن دولة إسرائيل موجودة هنا كي تبقى. وهذا يفسّر المعارضة الفلسطينية لاتفاقات أبراهام حتى الآن، فقد أدركوا أن ما كان موجوداً لم يعد كذلك. والتأييد العربي المطلق الذي حظوا به على مدى عقود قد ينتهي.
  • لهذا، فإن إقامة علاقات مع السعودية ليست خطوة ناجحة بحد ذاتها، وتنطوي على إمكانية كبيرة لكل الأطراف، بل هي أيضاً ستفتح الطريق أمام الوصول إلى سلام مع الفلسطينيين. وفقط بعد أن يجد الفلسطينيون أنفسهم معزولين، ويتضح لهم أن مطالبهم المتشددة لا تحظى بتأييد العالم العربي، ستبدأ عملية صحوة بسبب عدم وجود خيار آخر. وفي مواجهة عزلة دبلوماسية واقتصادية، سيضطرون إلى إبداء المرونة في مواقفهم والبحث عن حلول عملية، وعن تسويات للخلافات بينهم وبين إسرائيل.
  • في هذا السياق، السعودية ليست مجرد دولة عربية، بل دولة عربية قائدة في الشرق الأوسط، مقارنةً بالضعف والمشكلات الكثيرة لدى كلٍّ من مصر والعراق وسورية. السعودية هي دولة عظمى اقتصادياً، ووليّ العهد محمد بن سلمان سيواصل تعزيز قوتها. بالإضافة إلى ذلك، ونظراً إلى وجود أهم مكانين مقدّسين في الإسلام مكة والمدينة، فإن توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل وعلاقات جيدة معها يمكن أن يكون له تداعيات بعيدة المدى على العالَمين العربي والإسلامي. وليس في استطاعة الفلسطينيين البقاء غير مبالين حيال ذلك.
  • بناءً على هذا كله، فإن مَن يهتم فعلاً بالتوصل يوماً ما إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وليس هؤلاء الذين يحاولون الظهور بأنهم مهتمون، يجب عليه الوقوف مع التطبيع مع السعودية بالكامل.