إسرائيل لديها معضلة في جنوب غزة، لكن هناك فرص اتفاق في الشمال
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • أرادت "حماس" تجاوُز الـ15 امرأة وطفلاً الذين لا يزالون في الأسر، والتوصل إلى صفقة تبادُل مسنين ومرضى، في مقابل مسنين ومرضى تابعين لها.  المسنون ومرضانا هم مواطنون كبار في السن، معظمهم من كيبوتسات الغلاف؛ بينما المسنون ومرضاهم هم "قتَلة" محكوم عليهم بالسجن المؤبد. المسنون ومرضانا يعيشون ظروفاً تهدد حياتهم؛ بينما المسنون ومرضاهم يعالَجون في مستشفيات السجون. من المحتمل أن يكون قرار "حماس"، خرق العملية المتفق عليها والوصول إلى المسنين في وقت أبكر من المتفق عليه، ناجماً عن الضغط الكبير الذي يمارسه الأسرى على الحركة. لقد قرر الجانب الإسرائيلي أن يثبت لـ"حماس" أنه غير قابل للابتزاز. وآمل أن يكون التعقل وراء ذلك، وليس الغرور.
  • تجدُّد القتال في غزة، يضع المستوى السياسي أمام عدد من المعضلات: الأصعب بينها المخطوفون. فالفرح بإطلاق سراح 114 مخطوفاً ممزوج بالقلق الكبير على 136 لا يزالون أحياء، وقليلون منهم أموات. في خانيونس وفي ضواحيها، توجد أغلبية زعماء "حماس"، وعلى ما يبدو، أيضاً أغلبية المخطوفين. وحتى لو لم تعلن "حماس" ذلك، فإن المخطوفين الذين بقوا في غزة هم دروع بشرية. وكلما ازدادت حدة القصف على هذه المنطقة، كلما ازداد خطر إصابتهم. شهادات المخطوفين الذين أُطلق سراحهم تؤكد هذا القلق. الخطر يزداد حدة منذ لحظة بدء العملية البرية.
  • وفي الواقع، هناك إنذار مزدوج. الأول، إنذار من إسرائيل إلى "حماس"، ما دام سلاح الجو يقصف في خانيونس، يمكننا وقف العملية والعودة إلى المفاوضات ووقف إطلاق النار. بينما في لحظة دخول الدبابات إلى الميدان، سيكون من الصعب جداً وقف تقدُّم الجيش الإسرائيلي.
  • يدخل الجيش الإسرائيلي إلى خانيونس من دون خطة لليوم التالي للحرب. وهذا جيد لعملية انتقامية، وليس لتحرُّك يجب أن يخدم هدفاً استراتيجياً. إنه يدخل إلى منطقة مليئة بالنازحين من شمال القطاع، من دون مأوى، ومن دون حماية. يضاف إليهم سكان خانيونس الذين طلبت منهم مناشير الجيش الإسرائيلي التوجه نحو الجنوب، نحو معبر رفح. وتشير الأرقام اليومية التي تنشرها الأمم المتحدة إلى ازدياد خطر انتشار الأوبئة، وإلى كارثة إنسانية (طواقم عمل وزير الدفاع غالانت مقتنعة بأن هذه التحذيرات مبالَغ فيها).
  • دروس الأسابيع الثمانية الأولى من القتال، هي أنه ليس من السهل "تطهير" مناطق غزة من "المخربين". 57 يوماً مرت، ولا تزال الشجاعية تقاتل، وتوجد جيوب مقاومة في أحياء أُخرى. الوقت بدأ ينفد بسبب الضغط الأميركي، وأيضاً بسبب وضع السكان المدنيين. ثمة شك في أن يكون لدى إسرائيل أكثر من أسبوعين؛ وثمة شك في أن تستطيع خلالهما تحقيق الأهداف القصوى التي وضعها المستوى السياسي، وأعلنها في بداية الحرب.
  • لا جدال في أنه يجب توجيه ضربة إلى "حماس" تجعلها تخسر قدراتها. والجيش الإسرائيلي لا يستطيع تخطّي معقل "الإرهاب" في خانيونس. لكن لا مجال للانتصار هنا: من الأفضل خفض التوقعات والتوجه بسرعة نحو عملية التعافي وإعادة الإعمار، وقبل كل شيء استعادة المخطوفين.
  • في الجبهة الشمالية، هناك فرصة معينة في التوصل إلى اتفاق بوساطة من الأميركيين والفرنسيين. يمكن رشوة الحكومة اللبنانية بأموال دولية في مقابل موافقة حزب الله على ما يطالب به وزراء في إسرائيل بتطبيق "القرار 1701 مخفّف"، نسخة مختصرة من قرار مجلس الأمن الذي أنهى حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]. وعلى ما يبدو، سيوافق حزب الله على سحب قوة الرضوان إلى ما وار نهر الليطاني، وعلى عدم إعادة بناء أبراج المراقبة والمواقع على الحدود، والتي دمرها الجيش الإسرائيلي (يريد غالانت عودة الطيران الإسرائيلي إلى التحليق في الأجواء اللبنانية). وتدل التجربة على أن هذا الاتفاق سيُخرَق بعد مرور أشهر، أو سنوات، لكنه سيسمح بعودة سكان المستوطنات في الشمال إلى منازلهم.
  • يقودنا هذا الأمر إلى الجبهة الثالثة، التي تُعتبر على هامش جدول الأعمال: الجبهة الحوثية. يسيطر الحوثيون على معظم أجزاء اليمن، وهم ذراع إيرانية. ومنذ بداية الحرب، أطلقوا صواريخ ومسيّرات في اتجاه إيلات. وهم صادروا باخرة تملكها شركة رامي أوغنار الإسرائيلي، ويهددون بمصادرة بواخر أُخرى.
  • قبل أيام، سُمعت أصداء انفجارات قوية في مخازن سلاح تابعة للحوثيين بالقرب من صنعاء. ليس لديّ معلومات عن الجهة التي تقف وراءها، لكن لو كان لإسرائيل دور في ذلك، فمعنى هذا إشارة. قبل التفجيرات، نشر الحوثيون فيديوهات عن زيارات للسفينة المغطاة بعلمَي اليمن وفلسطين. وبعد التفجير، استضافوا وفداً من حزب الله في السفينة، وسارعوا إلى نشر فيديو عن الزيارة. وإذا كانت هذه إشارة، فإنها ليست كافية.
  • صديق لي عثر في الإنترنت على تفاصيل حديثة عن سفينة شحن إيرانية تحمل اسم بهشاد، كان يجب أن تصل إلى قناة السويس في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، لكنها بقيت في مواجهة ساحل اليمن. كُتب أن عمر السفينة 24 عاماً، وتبلغ قيمتها 5.1 مليون دولار. هذه المعطيات لا تقدم الكثير، قد تكون سفينة بريئة تعطل محركها، وربما أيضاً سفينة عسكرية، مهمتها التعرف إلى هوية السفن الإسرائيلية، أرسلتها إيران المهتمة بمهاجمة ومصادرة هذه السفن. إنه أحد أساليب إيران الغامضة.