لا نريد 136 رون أراد جديداً
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- 100 يوم مرت على الهجوم "الإرهابي" لـ"حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر. 136 مخطوفاً موجودون منذ 100 يوم في قطاع غزة أسرى لـدى "حماس". عند الساعة 12 ظهراً، يبدأ إضراب لمدة 100 دقيقة في ذكرى مرور 100 يوم على بقائهم في الأسر، ويجري الإعداد لمئات الاحتجاجات والاعتصامات في شتى أنحاء البلد، للمطالبة بإطلاق المخطوفين.
- 100 يوم مرت، منذ أعلنت إسرائيل الحرب على "حماس"، والتي وضعت لها الحكومة هدفين: إسقاط "حماس" وإعادة المخطوفين. وبعد مرور 100 يوم، لا يبدو أنها اقتربت من تحقيق أيّ منهما. منذ البداية، رفضت الحكومة الحجج التي تحدثت عن التعارض بين هذين الهدفين. وكلّ مَن سأل كيف يمكن الدفع قدماً بصفقة إطلاق مخطوفين في الوقت الذي تهدد الحكومة بالقضاء على "حماس"؟ كان ردّ الحكومة أن استمرار القتال ضروري من أجل التوصل إلى صفقة إطلاق المخطوفين. لكن الواقع يُظهر أمراً مختلفاً.
- كما هو معروف، "حماس" ليست مستعدة لصفقة مخطوفين في مقابل هدنة قصيرة في القتال. ولهذا مغزى واحد: إذا أرادت إسرائيل إعادة المخطوفين أحياء (حتى الآن، لقيَ أكثر من 20 مخطوفاً حتفهم)، يتعين عليها الموافقة على وقف إطلاق نار طويل الأمد، والإعداد "لليوم التالي للحرب" في قطاع غزة. بكلمات أُخرى، مَن يريد إعادة المخطوفين إلى منازلهم، مضطر إلى الطلب من الحكومة المضي قدماً في أي صفقة لإطلاق المخطوفين، وبأي ثمن. حتى لو كان الثمن سياسياً داخلياً.
- مَن أجاد صوغ هذا الكلام هي يوفال أراد، ابنة الطيار المفقود رون أراد [طيار إسرائيلي وقع في الأسر في لبنان، بعد سقوط طائرته في سنة 1986، ومنذ ذلك الحين، مصيره غير معروف] التي كتبت هذا الأسبوع: "قالوا لنا إنهم سيستعيدون الجميع، خذوا مثلاً "الطيارين في حرب يوم الغفران"؛ وقالوا لنا "نحن نبذل كل شيء". ونصحونا بأن نكون "صبورين"... أنا لا أرى فقط التاريخ يعيد نفسه أمام عينيّ، بل يبدو لي أننا لم نتعلم من التاريخ. من أجل إعادة المخطوفين إلى منازلهم، يتعين على متّخذي القرارات، الحكومة ومَن يرأسها، اتخاذ قرارات صعبة. يجب التفاوض مع منظمة "إرهابية". وعلينا أن نقدم تنازلات مؤلمة. هي مؤلمة لنا كشعب وكدولة، وهي مؤلمة لوزراء هذه الحكومة من الناحية السياسية، وهذا بالتحديد هو سبب عدم التوصل إلى صفقة... من أجل التوصل إلى صفقة، يجب تحمُّل المسؤولية، والوقوف أمام الكاميرات، والنظر إليها مباشرة، والقول إننا توصلنا إلى قرار. وهذا لا يحدث، لأن الزعامة المسؤولة واقعة أيضاً في الأسر. يجب أن نعيد 136 مخطوفاً، 136 مواطناً إسرائيلياً جريحاً ومتألماً، إلى منازلهم . لأننا شعب إسرائيل، ويجب علينا تحمُّل ألم تقديم التنازلات، كي نستطيع التعافي والبدء مجدداً".
- كلام أراد يجب أن يتردد صداه بين كل مواطني إسرائيل، ولدى متّخذي القرارات. لا يحق لهذه الحكومة التخلي عن المخطوفين. بعد الخيانة الكبرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، فإن أقل ما يمكن أن تقوم به هذه الحكومة هو إعادتهم. وإذا لم تفعل ذلك، فستكون المسؤولة عن 136 رون أراد جديداً.