تقرير: توماس فريدمان: إدارة بايدن باتت تتبنى نهجاً جديداً ينطوي على خطة تتضمن دفعة قوية نحو إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح، لكن قابلة للحياة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال الصحافي توماس فريدمان إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن باتت تتبنى نهجاً جديداً ينطوي على خطة تتضمن دفعة قوية نحو إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح، لكن قابلة للحياة على الفور، وأكد أن نزعة كهذه لم تكن قائمة في السابق.

وأضاف فريدمان، في سياق تقرير نشره في صحيفة "نيويورك تايمز" أمس (الخميس)، أن الخطة ستتضمن شكلاً من أشكال الاعتراف الأميركي بدولة فلسطينية منزوعة السلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي لن تتشكل إلاّ بعد أن يطوّر الفلسطينيون مجموعة من المؤسسات والقدرات الأمنية المحددة وذات الصدقية لضمان استمرار هذه الدولة، وضمان أنه لا يمكنها أبداً أن تهدّد إسرائيل.

وكشف أيضاً أن مسؤولي البيت الأبيض يتشاورون مع خبراء داخل الإدارة الأميركية وخارجها بشأن الأشكال المتعددة التي يمكن أن يتخذها هذا الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وسيشمل نهج بايدن الجديد، الذي يصفه فريدمان بأنه عقيدة، تعزيز العلاقات الأميركية مع المملكة العربية السعودية، إلى جانب تطبيع العلاقات بين الرياض والقدس، والمحافظة على موقف عسكري صارم ضد إيران ووكلائها في المنطقة. وأشيرَ في التقرير إلى أنه قبل هجوم حركة "حماس" على منطقة غلاف غزة [جنوب إسرائيل] في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت الرياض تسعى للحصول على ضمانات أمنية من واشنطن، فضلاً عن المساعدة في برنامج نووي مدني يشمل تخصيب اليورانيوم كجزء من صفقة التطبيع مع إسرائيل. وقال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كانون الثاني/يناير الماضي إنه مستعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ضمن جهود إعادة بناء قطاع غزة بعد الحرب، بحسب ما نقل مسؤولان أميركيان أكدا أيضاً أنه اشترط التطبيع باتخاذ خطوات إسرائيلية عملية نحو إقامة دولة فلسطينية.

وكتب فريدمان: "إن هجوم ’حماس‘ على إسرائيل يبدو أنه يجبر إدارة بايدن على إعادة التفكير، بصورة أساسية، في منطقة الشرق الأوسط. وإذا ما تمكنت الإدارة من تحقيق ذلك، وهو أمر ضخم، فإن عقيدة بايدن يمكن أن تصبح أكبر إعادة تنظيم استراتيجي في المنطقة منذ معاهدة كامب ديفيد [بين إسرائيل ومصر] سنة 1979."

كما أشار، وهو مقرب من بايدن، واعتاد نشر رسائل إلى إسرائيل عبر زاويته في الصحيفة مؤخراً، إلى أن هذه العقيدة الناشئة ستشمل حملة أميركية متصاعدة ضد إيران، بما في ذلك ردّ عسكري صارم على مقتل 3 جنود أميركيين هذا الأسبوع.

ومن ناحية أُخرى، أكد فريدمان أن إسرائيل لا تحقق انتصاراً في الحرب في قطاع غزة بسبب الأضرار التي لحقت بها على الساحة العالمية، كما شدد على حقيقة أنها لا تمتلك خطة واقعية لمن سيحكم القطاع بعد الحرب.

ويأتي مقاله هذا بعد يوم من صدور تقرير في موقع "أكسيوس"، نقل عن مسؤولَين أميركيَين رفيعَي المستوى قولهما إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن طلب من وزارة الخارجية مراجعة السياسات المتاحة للولايات المتحدة بشأن قضية الدولة الفلسطينية وتقديمها إلى المناقشة.

وقلّل الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، خلال مؤتمر صحافي عقده أول أمس (الأربعاء)، من شأن التقرير، لكنه في الوقت عينه أكد أن الإدارة تسعى فعلاً لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل، لأنها تعتقد أن هذه الخطوة تُعتبر أفضل وسيلة لتحقيق السلام والأمن الدائمَين لإسرائيل والفلسطينيين والمنطقة برمتها. كما شدّد على أن هذا هو موقف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، ولا يمثل تحوّلاً في السياسة.

وقال ميلر: "لا يوجد هناك أي تحوّل في سياسة الإدارة. لقد أوضحنا علناً أننا نؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهذه هي سياسة الولايات المتحدة منذ بعض الوقت، كما أن هذه هي سياسة الإدارة الحالية."

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن هذه الأنباء تأتي بعد إعلان إجراء محادثة هاتفية بين الرئيس بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأسبوع الفائت، وقد أعرب بايدن بعدها عن أمله في إمكان تحقيق حل الدولتين حتى مع وجود نتنياهو في منصبه إذا كانت الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. وأشار تقرير لشبكة التلفزة الأميركية "سي إن إن" في اليوم التالي إلى أن نتنياهو أخبر بايدن أنه لا يستبعد تماماُ إقامة دولة فلسطينية.

كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الولايات المتحدة ومصر وقطر تضغط على إسرائيل و"حماس" لقبول خطة شاملة من شأنها إنهاء الحرب، وإطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وتؤدي في النهاية إلى التطبيع الكامل لإسرائيل مع جيرانها ومحادثات لإقامة الدولة الفلسطينية.