تقرير: الولايات المتحدة بدأت عمليات إنزال مواد غذائية إلى غزة من الجو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال مسؤولون أميركيون إن طائرات شحن عسكرية أميركية من طراز "سي 130" قامت أمس (السبت) بإنزال مواد غذائية إلى غزة، بعد يومين من مقتل عشرات الفلسطينيين بعد اندفاعهم إلى سحب بضائع من قافلة مساعدات وخلال مواجهة فوضوية مع قوات الجيش الإسرائيلي.

وأضاف هؤلاء المسؤولون أن 3 طائرات من القوات الجوية المركزية قامت بإنزال 66 حزمة تحتوي على نحو 38,000 وجبة على غزة، وشاركت قوات أردنية في العملية.

ووفقاً لهؤلاء المسؤولين، فمن المتوقع أن تكون عملية الإنزال الجوي هذه هي الأولى بين عدة عمليات أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة الماضي. وقالت القيادة المركزية الأميركية [سنتكوم] إنها تخطط لعمليات إضافية ضمن الجهود المتواصلة لإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، بما في ذلك عبْر توسيع تدفُق المساعدات عبر الممرات والطرق البرّية.

وكانت حركة "حماس" قد أكدت أن 115 فلسطينياً على الأقل قُتلوا، وأصيب مئات آخرون في أثناء محاولتهم الوصول إلى شاحنات المساعدات التي دخلت غزة يوم الخميس الماضي. واتهمت الحركة إسرائيل بإطلاق النار على الحشود، وفي المقابل، فقد قالت إسرائيل إن عدة قتلى تعرضوا للدهس خلال التدافع الفوضوي للوصول إلى المساعدات الغذائية، وأشارت إلى أن قوات جيشها أطلقت النار فقط على عدد قليل من الأفراد الذين اندفعوا نحوها بطريقة مهدِدة. وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة لبدء تحقيق متعمق لتقصّي وقائع هذا الحادث.

وقال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أول أمس (الجمعة)، إن عمليات الإنزال الجوي تهدف إلى توصيل المساعدات الإنسانية الطارئة بطريقة آمنة لسكان قطاع غزة.

وتستخدم طائرة الشحن العسكرية "سي 130" على نطاق واسع لتوصيل مساعدات إلى أماكن نائية بسبب قدرتها على الشحن وعلى الهبوط في بيئة قاسية. وتم استخدام هذه الطائرة التابعة للقوات الجوية الأميركية في الأعوام الماضية لإنزال مساعدات إنسانية من الجوّ في أفغانستان والعراق وهاييتي ومواقع أُخرى.

وتجدر الإشارة كذلك إلى أن تسليم مساعدات إلى قطاع غزة أصبح نقطة خلاف في الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر. وألقت إسرائيل، التي تقوم بتفتيش جميع الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة من كلا المعبرَين [بيت حانون وكرم أبو سالم]، باللوم على الأمم المتحدة لعدم تسليم المساعدات بالسرعة الكافية بعد السماح لها بالدخول، ولأنها تسببت بانخفاض عام في عمليات التسليم خلال الشهر الماضي. وقالت الأمم المتحدة إن توزيع المساعدات داخل غزة أصبح أكثر صعوبة، وقد توقف تدفُق المساعدات من مصر تقريباً خلال الأسبوعَين الماضيَين، كما أدى انهيار الأمن إلى زيادة صعوبة توزيع المواد الغذائية التي تصل، بحسب ما أكدت بيانات الأمم المتحدة.

وبينما وصل مزيد من الشاحنات عبر معبر كيرم شالوم [كرم أبو سالم] الإسرائيلي، فقد تم تعطيلها في الآونة الأخيرة من طرف أقارب المخطوفين الإسرائيليين في غزة ومتظاهرين يسعون لمنع دخولها.

وتؤكد الأمم المتحدة أن ربع سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يواجهون المجاعة. وقال مسؤولو الإغاثة إن عمليات الإنزال الجوي ليست وسيلة فعالة لتوزيع المساعدات، إنما هي الخيار الأخير.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن عند إعلانه عمليات الإنزال الجوي أول أمس إن الولايات المتحدة ستفعل كل ما يلزم لزيادة المساعدات. وأضاف: "إن المساعدات المتدفقة إلى غزة ليست كافية مطلقاً، وستصرّ الولايات المتحدة على ضرورة سماح إسرائيل بدخول مزيد من الشاحنات، ولن تقبل أي أعذار، لأن حياة الأبرياء والأطفال على المحك. لن نقف مكتوفي الأيدي حتى نقوم بإدخال مساعدات إلى هناك، ويجب أن ندخل مئات الشاحنات وليس بضع شاحنات فقط."