زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي يدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، ويعتبر أن نتنياهو يُلحق أضراراً فادحة بالبلد، والليكود يستهجن ويؤكد: "لسنا جمهورية موز"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

دعا زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، في سياق خطاب ألقاه أمام هذا المجلس أمس (الخميس)، إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، واعتبر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بات يشكّل عقبة أمام السلام، وأن ائتلافه الحكومي المتطرف يُلحق أضراراً فادحة بالبلد.

وأفادت قناة التلفزة الإسرائيلية 12، نقلاً عن مصادر في البيت الأبيض وصفتها بأنها موثوق بها، بأن شومر أطلع الرئيس الأميركي جو بايدن على نص الخطاب الذي ألقاه أمام مجلس الشيوخ، وأكدت أنه يُعتبر بمثابة أعنف تصريح ضد نتنياهو يصدر عن مسؤول في الحزب الديمقراطي الأميركي، يُنظر إليه على أنه من أشد المؤيدين لإسرائيل وحكومتها، فضلاً عن كونه أرفع مسؤول يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة.

وقال شومر: "لقد ضلّ رئيس الحكومة نتنياهو طريقه، إذ جعل استمراريته السياسية تسبق المصلحة العليا لدولة إسرائيل. إذا بقي نتنياهو في السلطة بعد الحرب [على قطاع غزة]، يجب على الولايات المتحدة أن تؤدي دوراً فعالاً أكثر في بلورة سياسة إسرائيل، عبر استخدام أدوات الضغط المتاحة"، وأكد أن نتنياهو قد يجعل إسرائيل دولة منبوذة بسبب الحرب التي شنتها على قطاع غزة.

وأشار شومر إلى أن رفض إسرائيل حل الدولتين هو خطأ فادح، وحثّ أطراف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" على فعل كل شيء ممكن لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن المخطوفين الإسرائيليين وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة.

وقال شومر: "إن إسرائيل لا يمكنها أن تتطلع إلى النجاح كدولة منبوذة تتعارض مع بقية العالم. ويتعيّن عليها إجراء تصحيحات كبيرة في مسارها من أجل تحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين. وأمام المفترق المفصلي الذي نقف أمامه الآن، أعتقد أن انتخابات جديدة هي الطريقة الوحيدة لإفساح المجال أمام عملية اتخاذ قرار سليمة ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل، في وقت فقد كثيرون من الإسرائيليين ثقتهم برؤية حكومتهم وإدارتها"، وأشار إلى أن التحالف الذي يقوده نتنياهو لم يعد يلبّي حاجات إسرائيل بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأضاف شومر أن نتنياهو أحاط نفسه بمتطرفين يمينيين، أمثال الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وأبدى استعداداً كبيراً للتسامح مع الخسائر المدنية في قطاع غزة، الأمر الذي تسبّب بدفع الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوياته التاريخية.

ولفت شومر إلى أن إسرائيل لا يمكنها الاستمرار في الصمود إذا أصبحت منبوذة. وأكد أنه يؤيد وقفاً موقتاً لإطلاق النار في الحرب على غزة.

وجاء خطاب شومر هذا وسط ازدياد مواقف الاستياء من الحكومة الإسرائيلية بين الديمقراطيين في الكونغرس، وزيادة ممارسة الضغط من جانب الرئيس بايدن على حكومة نتنياهو بسبب حجم الخسائر في صفوف السكان المدنيين جرّاء الحرب الإسرائيلية في غزة. كما جاء بعد أيام قليلة من تصريحات أدلى بها الرئيس بايدن، وأكد فيها أن نتنياهو يضرّ إسرائيل أكثر مما ينفعها.

وعقّب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايك هرتسوغ على تصريحات شومر هذه، فقال إن "إسرائيل دولة ديمقراطية ذات سيادة. وعندما تكون إسرائيل في حالة حرب ضد حركة ’حماس’، من غير المفيد الإشارة إلى المشهد السياسي الداخلي، لكون هذا يتعارض مع الأهداف المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة".

بدوره، قال حزب الليكود في بيان صادر عنه: إن إسرائيل ليست جمهورية موز، بل دولة ديمقراطية مستقلة وفخورة، وهي التي انتخبت رئيس الحكومة نتنياهو الذي يتبع سياسة حازمة تحظى بدعم أغلبية كبيرة من الشعب في إسرائيل.

وأضاف البيان: "على النقيض من كلام شومر، فإن الجمهور الإسرائيلي يؤيد النصر المطلق على ’حماس’، ويرفض أي إملاءات دولية لإقامة دولة فلسطينية ’إرهابية’، ويعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. إننا نتوقع أن يحترم السيناتور المحافظ حكومة إسرائيل المنتخبة، وألا يقوّضها، وخصوصاً في زمن الحرب".

واعتبر حزب "يوجد مستقبل" المعارض أن الشيء الوحيد الذي يحظى بدعم أغلبية كبيرة في إسرائيل هو المطلب برحيل نتنياهو لأن أكبر كارثة في تاريخ الشعب اليهودي منذ المحرقة النازية، مكتوبة باسمه، وعلى الرغم من ذلك، فإنه حتى اليوم، لا يهتم إلا بمستقبله السياسي، وسيفشل في ذلك أيضاً.

وقال الوزير في "كابينيت الحرب" ورئيس "المعسكر الرسمي" بني غانتس في تغريدة على منصة "إكس": "تتقاسم الولايات المتحدة وإسرائيل قيماً ومصالح مشتركة، وأن مواطني إسرائيل وقيادتها ممتنون جداً لوقوف الولايات المتحدة إلى جانب دولة إسرائيل في أوقاتها الصعبة والمعقدة". وأضاف: "إن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر صديق لإسرائيل ويساعدها كثيراً، حتى في هذه الأيام، لكنه ارتكب خطأ في تصريحه. إن إسرائيل دولة ديمقراطية قوية، وسكانها وحدهم هم الذين سيحددون قيادتها ومستقبلها. إن أي تدخل خارجي في الأمر غير صحيح، وغير مقبول".

 

المزيد ضمن العدد