تقرير: توبيخ قائد كبير في الجيش الإسرائيلي بسبب دعوته المسؤولين السياسيين إلى أن يكونوا جديرين بمقاتلي الجيش
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي وبّخ بشدة، أمس (الجمعة)، قائد "الفرقة 98" العميد دان غولدفوس بسبب تصرُّفه بعكس ما كان متوقعاً من قائد كبير في الجيش الإسرائيلي. ويرجع سبب ذلك إلى الخطاب الذي ألقاه غولدفوس، وخاطب فيه المسؤولين السياسيين الإسرائيليين، قائلاً لهم إنهم يجب أن يكونوا جديرين بمقاتلي الجيش.

وقال البيان إن هليفي بلّغ غولدفوس أنه استخدم الثقة الممنوحة له بطريقة تضرّ بالدولة، وتخرق الحدود بين المؤسستين السياسية والعسكرية.

وفي الوقت نفسه، قال رئيس هيئة الأركان لغولدفوس إنه يقدّر احترافيته ومساهمته العميقة في الجيش الإسرائيلي، وبالتأكيد خلال الحرب في الأشهر الأخيرة، لكن هذا لا يسمح له بالتصرف بالطريقة التي تصرّف بها.

ووفقاً للبيان، أكد غولدفوس قبوله هذه الملاحظات، وأشار إلى أن الطريقة التي تصرّف بها كانت خاطئة ومخالفة للأوامر، واعتذر عنها.

وكان غولدفوس وجّه تصريحات نادرة وقاسية إلى القادة السياسيين الإسرائيليين، أكد فيها أن الجيش لن يتهرب من المسؤولية، لكنه حثّهم على تجنّب الخلافات الحادة فيما بينهم، لتجنّب العودة إلى الواقع الذي كان قائماً قبل هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقال غولدفوس في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحافي عُقد في منطقة الحدود مع قطاع غزة يوم الأربعاء الماضي، وتبين لاحقاً أنها خارجة عن النص الذي صادق عليه الجيش الإسرائيلي: "أطلب في هذه الفرصة أن أخاطب قادتنا من جميع الأطياف [السياسية]: إننا نقاتل منذ صباح الهجوم الذي شنته ’حماس’ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، ولا نتعب. إننا مصممون على الانتصار، ومصممون على إعادة المخطوفين إلى البلد بشكل مباشر أو غير مباشر. لا تقلقوا، نحن أفراد الجيش من القادة والقوات تحمّلنا، ونتحمّل، وسنتحمّل المسؤولية عن كل إجراء. لن نتهرب إطلاقاً، كما أننا لا نهرب من النار. لن نتهرب من المسؤولية، لكن في الوقت نفسه، نمضي قدماً وننفّذ العمليات على أعلى مستوى من الجودة، ونحمي قيمنا، ونحقق العديد من الإنجازات في ساحة المعركة. لكن، أنتم عليكم أن تكونوا جديرين بنا. ينبغي لكم أن تكونوا جديرين بالجنود الذين خسروا حياتهم، وأن تكونوا جديرين بجنود الاحتياط الذين لا يهتمون بالفريق السياسي الذين ينتمون إليه، وحاربوا ويحاربون جنباً إلى جنب. وتأكدوا من مشاركة الجميع [في القتال] وأنتم ملزمون بذلك. ينبغي لكم ضمان ألّا نعود إلى يوم 6 تشرين الأول/أكتوبر، وألا يذهب كل الجهد والتضحية سدى. ابقوا ذلك جيدا في أذهانكم، في كل يوم، وفي كل ساعة. أطلب منكم أن نكون معاً متحدين، وأن نبتعد عن التطرف، وأن نتبنى الوحدة. لقد وجدنا الوحدة في ساحة المعركة، ولن نتخلى عنها".

وقرأ غولدفوس تصريحاته للقادة السياسيين الإسرائيليين من ملاحظات مكتوبة بخط اليد في دفتر منفصل، بعد أن أنهى قراءة خطاب مُعد مسبقاً بشأن عمليات الفرقة في خان يونس في جنوب غزة. وتبيّن أنه تمت الموافقة على الخطاب الأولي من طرف وحدة الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، لكن لم تتم المصادقة على التصريحات الإضافية.

وقال الجيش إن تصريحات هذا الضابط في نهاية بيانه لم تحظَ بموافقة رؤسائه، وأن رئيس هيئة الأركان العامة استدعى غولدفوس إلى محادثة توضيحية.

وتعقيباً على تصريحات غولدفوس هذه، قال وزير الداخلية ووزير الصحة الإسرائيلي موشيه أربيل، من حزب شاس لليهود الحريديم [المتشددون دينياً]، إنه يؤيد كل كلمة من كلماته، واصفاً إياه بأنه قائد ومحارب شجاع وبطل.

وقال وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش [رئيس حزب "الصهيونية الدينيّة] إن غولدفوس يعبّر عن الشعور الحقيقي للمقاتلين على الأرض، الذين يطالبون القادة السياسيين بأن يكونوا جديرين بشجاعتهم وتضحياتهم وتكاتُفهم.

تجدر الإشارة إلى أن "الفرقة 98"، التي يقودها العميد غولدفوس، قاتلت في مجمع مدينة حمد السكنية في خان يونس في جنوب غزة خلال الأسبوع ونصف الأسبوع الماضيَين، حيث ادعت أنها قتلت أكثر من 100 من مسلحي "حماس". وداهمت مباني متعددة الطبقات في الحي الذي تموله قطر، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن هناك بنية تحتية تابعة لـ"حماس". وتم تنفيذ نحو 100 غارة جوية خلال العملية في حي حمد، وفقاً للجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي إن وحدتَي الكوماندوز "ماجلان" و"إيغوز" التابعتَين للفرقة، إلى جانب وحدة الاستطلاع "غفعاتي"، ألقت القبض على العديد من المقاتلين في الحي، بمن في ذلك قيادي في قوة النخبة التابعة لـ"حماس". كما ذكر الجيش أن المقاتلين الذين تم أسرهم قدموا معلومات استخباراتية عن مواقع أنفاق وغيرها من البنى التحتية.