مؤسسة العنف المنظم
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في يوم الجمعة 12 نيسان/أبريل، أي قبل يوم من العثور على جثة الشاب الذي قُتل بنيامين أحيمئير من البؤرة الاستيطانية مالاخي هشالوم، سُجل وقوع 9 هجمات قام بها مواطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين أساساً في منطقة رام الله ونابلس، وفي اليوم التالي، جرى تسجيل 55 هجوماً لمواطنين إسرائيليين ضد فلسطينيين. كما قُتل شابان فلسطينيان بنيران مواطنين إسرائيليين، وجُرح عشرات جرّاء إصابتهم بالرصاص الحي خلال محاولاتهم الدفاع عن قراهم وعائلاتهم ورفاقهم. وأحرق المهاجمون أكثر من 10 منازل وسيارات، وخربوا أشجار الزيتون ومعدات زراعية. أمّا الهجمات "الخفيفة" نسبياً، فتضمنت منع الخروج من القرى وضرْب عائلة على أرضها، ورشق حجارة على السيارات العابرة.
- وكان التوجه المباشر هو اعتبار نشوب العنف كتعبير عن الغضب والحزن العفوي لسكان المستوطنات في المنطقة على الموت العنيف للشاب، لكن تنسيق الهجمات يدل على أنها لم تكن عفوية، فسكان قرية المغير الذين هوجموا في يومَي الجمعة والسبت لاحظوا عشرات المهاجمين الملثمين الذين مروا بسهولة أمام 3 سيارات عسكرية، وتوزعوا إلى 3 فرق عملت في وقت واحد في عدة أحياء في القرية.
- في الحي الشمالي، توزعت الوحدة إلى عدة خلايا، إحداها كانت مسؤولة عن رشق الحجارة وتحطيم زجاج السيارات والمنازل، والثانية قامت بإشعال الحرائق، والثالثة قامت بتأمين الحجارة لرشقها. وكانت الخلية الأكبر تشمل اثنَين كانا مسلحَين ببنادق، أمّا الآخرون، فكانوا مسلحين بمسدسات وعصي، وانتشروا في المنطقة من أجل المراقبة والحماية. وبحسب شهادات سكان القرية، فقد أُحرقت السيارات بمادة سريعة الاشتعال، وقال مصدر أمني إن هذه المادة معروفة لدى الجيش، وفي أي حال، فإن المقصود اشتعال سريع للنار يزداد عندما يحاولون إطفاءه بالمياه.
- وقد علمت "هآرتس" أنه في الأشهر الثلاثة للهجمات، جرى توقيف 4 أشخاص في 12 نيسان/أبريل، ثم أُطلق سراحهم، ومنذ ذلك الحين، جرى توقيف 8 أشخاص. وتدل التجربة على أن التوقيفات لا تردع، فمنذ سنوات وعنف المستوطنين يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم وإلى المراعي، وأجبرت عشرات المجموعات من الرعيان على مغادرة أراضيهم.
- إن المستوطنين ليسوا في حاجة إلى ذريعة أو سبب، فالعنف المنظم الذي يشمل إقامة بؤر استيطانية بالجملة، ويجري تشريعها لاحقاً، هو مقصود وموجه، والهدف يتطابق مع الأهداف المعلنة لأقوى حزب في الحكومة؛ حزب الصهيونية الدينية، وهي: طرد الفلسطينيين من أراضيهم ووطنهم. ويجب ألاّ تقبل الأغلبية في إسرائيل، مواطنين ومؤسسات، بمواصلة السماح بهذا العنف المنظم والخطِر، وكأن إسرائيل ليست هي المسؤولة عنه، وأنه لا يجري باسمها.