فصول من كتاب دليل اسرائيل
أمهل الوزير في "كابينيت الحرب" الإسرائيلي، بني غانتس [رئيس "المعسكر الرسمي"]، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حتى 8 حزيران/يونيو المقبل لوضع خطة عمل استراتيجية لمواصلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ملوحاً بإمكان انسحابه من حكومة الطوارئ الإسرائيلية التي أقيمت عقب انضمام غانتس إلى حكومة نتنياهو بعد أيام من شن الحرب على القطاع في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وذلك في حال عدم التجاوب مع مطلبه.
وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده غانتس مساء أمس (السبت)، وتطرّق فيه إلى إدارة الحرب على قطاع غزة، وشروط بقاء "المعسكر الرسمي" تحت قيادته في حكومة الطوارئ، كما عرض رؤيته في كل ما يتعلق بمواصلة الحرب وتحقيق أهدافها.
وطالب غانتس نتنياهو بوضع وإقرار مخطط يهدف إلى إنجاز 6 أهداف هي: إعادة المخطوفين الإسرائيليين، وإسقاط حكم "حماس"، ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وإقامة إدارة دولية وعربية تدير قطاع غزة مدنياً، وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بحلول الأول من أيلول/سبتمبر المقبل، والدفع قُدُماً بالتطبيع مع السعودية، واعتماد خطة لقيام جميع الإسرائيليين بأداء الخدمة العسكرية في صفوف الجيش.
وقال غانتس مخاطباً نتنياهو: "لقد عرفتك منذ أعوام عديدة كزعيم إسرائيلي وطني، وأنت تعرف جيداً ما يجب القيام به. عليك أن تختار بين الصهيونية والعدم، وبين الوحدة والانقسام، وبين المسؤولية والإهمال، وبين النصر والكارثة. إذا اخترت درب المتعصبين وقدت الأمة بأكملها إلى الهاوية، فسنضطر إلى الانسحاب من الحكومة، وسنتوجه إلى الشعب من أجل إقامة حكومة تنال ثقة الشعب وتقوم على أساس وحدة واسعة ستحقق التصحيح والانتصار الحقيقي." وأضاف: "من واجبي أن أقول الحقيقة للجمهور بعد أن قلتها مراراً وتكراراً في غرف مغلقة: بدأت الاعتبارات الشخصية والسياسية تتغلغل في مسائل تتعلق بالأمن الإسرائيلي الذي يُعتبر قدس الأقداس بالنسبة إلى إسرائيل."
وشدد غانتس على أنه حتى يمكن الاستمرار في القتال جنباً إلى جنب، يجب على "كابينيت الحرب" أن يضع ويصادق بحلول 8 حزيران/يونيو المقبل على خطة عمل شاملة تتضمن الأهداف الستة التي ذكرها، واعتبر أن المطلوب هو تغيير استراتيجي وليس تضييع الوقت، ووضع استراتيجيا وطنية بديلة. وأكد أنه يؤيد إقامة إدارة عربية أميركية فلسطينية لقطاع غزة بسيطرة أمنية إسرائيلية.
وقال غانتس إن الوقت حان لاتخاذ قرارات حاسمة، وخاطب نتنياهو قائلاً: "إن كنت مستعداً للقيام بما يلزم وتفضيل المسار الوطني على الشخصي، فسنسير معاً، وإن فضلت المسار الشخصي، فسنترك الحكومة."
وتعقيباً على هذه التصريحات، اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بيان صادر عن ديوانه في إثر المؤتمر الصحافي الذي عقده غانتس، أن الشروط التي وضعها الأخير تعني إنهاء الحرب على قطاع غزة وهزيمة إسرائيل، وقال إن غانتس اختار أن يمهل رئيس الحكومة عوضاً عن إصدار إنذار نهائي لحركة "حماس".
وجاء في البيان: "إن الشروط التي وضعها غانتس معناها واضح، وهو إنهاء الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلي عن معظم المخطوفين، والإبقاء على ’حماس‘ سليمة، وإقامة دولة فلسطينية. إن موقف رئيس الحكومة من هذه القضايا المصيرية واضح، فنتنياهو مصمم على القضاء على كتائب ’حماس‘، وهو يعارض إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة وإقامة دولة فلسطينية ستكون حتما دولة ’إرهاب‘، ويعتقد رئيس الحكومة أن حكومة الطوارئ مهمة لتحقيق جميع أهداف الحرب، بما في ذلك إعادة جميع المخطوفين، ويتوقع أن يوضح غانتس مواقفه للجمهور بشأن كل هذه القضايا."
وصدر عن "المعسكر الرسمي" بيان رداًّ على بيان نتنياهو هذا، أُشيرَ فيه إلى أنه لو استمع رئيس الحكومة إلى الوزير غانتس لكان الجيش الإسرائيلي دخل مدينة رفح قبل أشهر وأنهى المهمة.
وأكد البيان أن السلطة الفلسطينية لن تتمكن من السيطرة على غزة إلاّ في حالة واحدة، وهي الحصول على دعم من الدول العربية المعتدلة والولايات المتحدة لذلك.
وأكد البيان أنه لا نية لدى غانتس لإقامة دولة فلسطينية، وليس هذا هو مطلب السعوديين. كما أن غانتس على عكس نتنياهو لم يعد الخليل [إلى الفلسطينيين] ولم يعلن دعمه لحل الدولتين. وشدّد على أنه إذا كانت حكومة الطوارئ مهمة بالنسبة إلى رئيس الحكومة، فيتعيّن عليه إجراء المناقشات اللازمة واتخاذ القرارات الضرورية وعدم التراجع خوفاً من المتطرفين في حكومته.