إسرائيل تدرس وقفاً لإطلاق النار في الشمال لمنع مجلس الأمن من اتخاذ قرار ضدها
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • تبحث إسرائيل جدياً إمكان الموافقة على وقف محدود زمنياً لإطلاق النار على الحدود الشمالية مع حزب الله، وهذا ما جرى تداوُله في أخبار نهاية الأسبوع. وتأتي هذه المبادرة السياسية التي تجري بلورتها على خلفية المخاوف العميقة لدى صنّاع القرار في القدس من إمكان اتخاذ مجلس الأمن قراراً يمكن أن يحد بصورة كبيرة من حرية التحرك العملاني لإسرائيل. وعلى الرغم من أهمية الخطوة، فإن تفاصيل الاتفاق الجاري بلورته لم تُكشف، ولا تزال الاتصالات مستمرة عبر القنوات الدبلوماسية.
  • وتطرح التقديرات الإسرائيلية سيناريو أن يقوم مجلس الأمن في الأمم المتحدة قريباً بالدفع قُدُماً بقرار دراماتيكي يطالب بالوقف الفوري للقتال في قطاع غزة، أو بفرض قيود شديدة على عمليات الجيش الإسرائيلي في كل الجبهات. وتزداد المخاوف من صدور قرار دولي كهذا، وخصوصاً في ضوء الضغط السياسي غير المسبوق الذي تمارسه إدارة بايدن على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة بهدف منع زيادة التصعيد على الجبهة الشمالية.
  • وقد أعربت مصادر رفيعة المستوى في القدس عن قلقها من أن تمتنع الولايات المتحدة، الحليفة الأقرب لإسرائيل، هذه المرة من استخدام الفيتو دفاعاً عن المصالح الإسرائيلية في مجلس الأمن. وعلاوة على ذلك، وفي تقدير أوساط رفيعة المستوى في إسرائيل، فإن التعقيدات السياسية والضغوط الدولية يمكن أن تستمر وتتزايد بعد تغيُّر الإدارة في واشنطن، ودخول ترامب البيت الأبيض.
  • وبالإضافة إلى التحديات السياسية، فإن عملية "سهام الشمال" التي يخوضها الجيش على الحدود الشمالية أثمرت عن سلسلة من الإنجازات العملانية المهمة، والتي أدت إلى تغيير جوهري في ميزان الردع في مواجهة حزب الله، وبحسب تقديرات جهات أمنية، فإنه حتى لو جرى التوصل إلى وقف إطلاق النار، فستحتفظ إسرائيل بالشرعية الدولية والقدرة العملانية للرد بقوة على أي خرق للاتفاق من جانب حزب الله.
  • وفي الأسبوع الماضي، برزت لهجة تفاؤل حذر وسط الأوساط السياسية والأمنية بشأن فرص التوصل إلى تسوية سياسية في مواجهة حزب الله، على الرغم من أنه حتى هذه اللحظة لم تنضج الشروط المطلوبة لتوقيع اتفاق ملزم للطرفين.
  • وفي يوم الأربعاء الماضي، ألقى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خطاباً هدد فيه إسرائيل قائلاً: "إذا كانت تريد حرب استنزاف فنحن مستعدون، وحتى لو استغرقت هذه الحرب وقتاً طويلاً، فنحن سننتصر في النهاية." وأضاف: "لا نتوقع أن تنتهي الحرب بعملية سياسية، وسنجبر العدو على وقف الحرب. عندما توقف إسرائيل اعتداءاتها سيكون هناك مجال للمفاوضات غير المباشرة بواسطة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري." كما هدد قائلاً: "هناك أمران سينهيان الحرب: الأمر الأول هو الميدان، والثاني هو ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية بواسطة المسيّرات والصواريخ. لدينا عشرات الآلاف من المقاتلين القادرين على مواجهة العدو والصمود، ولدينا القدرة المطلوبة للصمود في الحرب لوقت طويل."
  • قبل 10 أيام، نُشرت المطالب الإسرائيلية من أجل التوصل إلى تسوية مع لبنان، وبينها الحصول على ضمانات تحافظ لإسرائيل على حرية العمل ومنع تسلح حزب الله من جديد، بالإضافة إلى البنود التالية:
  • إبعاد مسلحي حزب الله إلى ما وراء منطقة الليطاني.
  • الانتشار الواسع للجيش اللبناني على الحدود الشمالية.
  • آليات فرض ورقابة دولية.
  • ضمانات لحرية عمل إسرائيل لإزالة التهديدات.
  • منع تسلُح حزب الله مستقبلاً.
  • وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي.
  • وفي تقدير المنظومة الأمنية، فإن إسرائيل تقترب من تحقيق الأهداف في الجبهة الشمالية في الميدان، بحسب الأهداف التي وضعها "الكابينيت". وتعتقد هذه المصادر أنه من الأفضل الآن توظيف إنجازات الجيش الإسرائيلي في تسوية سياسية تعيد سكان المستوطنات في الشمال إلى منازلهم. وعلى الرغم من الرغبة في التوصل إلى تسوية، فإن هناك وزراء من أعضاء "الكابينيت" يدّعون أنه يجب الآن تعميق الإنجاز في جنوب لبنان.

 

 

المزيد ضمن العدد