كاتس قرر التمييز العنصري الرسمي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • قرار وزير الدفاع يسرائيل كاتس بشأن وقف استخدام أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين القاطنين في الضفة الغربية هو تمييز عنصري بكل معنى الكلمة: هناك قانون لليهود وقانون آخر للفلسطينيين.
  • الاعتقال الاداري هو أداة جهنمية لا وجود لها في أيّ دولة ديمقراطية، ويشكل خرقاً للحقوق الأساسية التي تمنع المعتقل من الحصول على أدنى حقوقه، بذريعة أدلة سرية، وأحياناً، لا يعرف المعتقل ما هي التهمة المنسوبة إليه. لا يمكن اعتقال أشخاص في دولة ديمقراطية وتحويلهم إلى المحاكمة، إلا استناداً إلى أدلة كافية، ويُحصر استخدام الاعتقالات الإدارية في أوقات طارئة معينة.
  • لكن بالنسبة إلى وزير الدفاع كاتس، لا مشكلة لديه في استخدام الاعتقال الإداري، فهو لم يقرر وقف استخدامه (يوجد اليوم أكثر من 3000 معتقل إداري فلسطيني)، لكنه قرر فقط وقف أوامر الاعتقال الإداري ضد  اليهود في المناطق [المحتلة] (البالغ عددهم حتى اليوم 8). يحتفظ كاتس بهذه الأداة الجهنمية في جعبة الأدوات التي تستخدمها السلطات القانونية حيال الفلسطينيين. وهو يعمل فقط على جعل عملية تطبيق القانون تتطابق مع الاعتقاد السائد في معسكر اليمين أن لا وجود لإرهاب يهودي.
  • وبقراره هذا، يرسل كاتس رسالة واضحة إلى مثيري الشغب من اليهود في المناطق أينما كانوا "افعلوا ما شئتم، القانون لا يطالكم. الدم الفلسطيني مباح"، وهذا بمثابة إعطاء ضوء أخضر للإرهاب اليهودي والتشجيع على عمليات التنكيل المقبلة.
  • والقرار هو أيضاً رسالة إلى الجيش الإسرائيلي. وإسراع  عضو الكنيست غادي أيزنكوت إلى التحذير من التداعيات الخطِرة لقرار كاتس ليس عبثياً. "إن قرار وزير الدفاع هو خطأ خطِر وخطوة إضافية على طريق تصعيد خطِر في الضفة الغربية، سندفع ثمنه كلنا". وبحسب كلام أيزنكوت، فإن القرار "سيُلحق الضرر بدور الجيش، بصفته المسؤول عن الأمن وفرض القانون والنظام في الضفة الغربية".
  • باختصار، إن رسالة كاتس إلى الجيش هي: لا تمد يدك إلى شبان التلال، وفي المناطق، المستوطنون هم الأسياد، والجيش هو شركة حراسة لهم في مواجهة الفلسطينيين المتروكين لمواجهة مصيرهم. وفي الحقيقة، وصلت الرسالة فوراً إلى العشرات من مثيري الشغب من اليهود الذين حاولوا، يوم الجمعة، مهاجمة الضابط في المنطقة الوسطى آفي بلوط وطاردوه مع الضباط الذين كانوا برفقته، ووصفوه بـ"الخائن" و"المهاجر إلى  إسرائيل".
  • إن الهدف من تعيين كاتس إضعاف الجيش وتقوية اليمين المتطرف والمستوطنين واستفزاز العالم كله، بما فيه المحاكم الدولية. لم يمر شهر على تعيين كاتس في منصبه، لكنه أثبت بأنه أفضل مقاول للدمار. وإذا لم تسارع إسرائيل إلى التصدي للحكومة، فقد تجد نفسها من جديد على مقاعد المتهمين في لاهاي.