تقرير فخ جباليا؛ كيف خدع الجيش الإسرائيلي "حماس" في مستشفى كمال عدوان؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

سقوط مستشفى كمال عدوان في جباليا يرمز إلى انهيار "حماس" في شمال غزة، ويمكننا في هذا الصباح (الثلاثاء) الكشف عن مناورة الخداع التي نفذها الجيش الإسرائيلي، والتي أدت إلى استسلام "المخربين". يقع مستشفى كمال عدوان في وسط مخيم جباليا للّاجئين [والصحيح بيت لاهيا]، ويتألف من عدة مبانٍ، وقد خطط الجيش لعملية يستطيع عن طريقها محاصرة المستشفى والقبض على "المخربين" الذين كانوا يختبئون فيه. وأُوكلت المهمة إلى اللواء 401 المدرع الذي تعمل تحت إمرته عدة ألوية: اللواء 52 المدرع، ولواء شيكد من غفعاتي، والكتيبة 50 من ناحل، والكتيبة 601 من الهندسة الحربية وطواقم من شييطت 13.

وقد بنى الجيش خطة بدأ تنفيذها قبل عدة أسابيع، وكانت الصعوبة تكمن في نقل قوات كبيرة إلى داخل منطقة مكتظة، والنجاح في الحصار من دون أن يشك "المخربون" في المستشفى بشيء، أو ينتهبوا إلى العمليات. ويروي الرائد يتسهار قائد الكتيبة 52 أن قوات اللواء بدأت العمل طوال أسابيع بالقرب من المستشفى، وشكّلت نوعاً من روتين قتالي للجيش الذين ينفذ عمليات بالقرب من المستشفى من دون الاقتراب منه.

وبهذه الطريقة، وعندما تحركت قافلة من الدبابات ومصفحات "النمر" والمدرعات ليلة السبت، فإنه لم يشك أحد من "المخربين" الموجودين في المستشفى في العمليات التي تجري بالقرب منهم، وانتبهوا فقط إلى صوت مكبرات الصوت الخاصة بالجيش وهو يطلب منهم الاستسلام، وأدركوا حينها أن الجيش استكمل محاصرتهم، ولم يعد هناك مجال للفرار.

ويروي الرائد يتسهار: "دخلنا المستشفى، المعقل الأخير لـ ’حماس‘ في جباليا وفي شمال القطاع، وقمنا بكثير من الاستعدادت لمحاصرة موقع المستشفى، وتمت عملية التطويق خلال ساعات، وعندما انتهت بدأت المرحلة الثانية من العملية، وهي السيطرة خلال 36 ساعة على المنطقة واستكمال عملية تطهير المستشفى من السكان، وفي الموازاة القتال ضد ’المخربين‘ الذين رفضوا الاستسلام."

وبحسبه، فإنه خلال عملية إخراج المرضى والطواقم الطبية، حاول "المخربون" مهاجمة القوات الإسرائيلية التي كانت تعمل في المكان، وأطلقوا الصواريخ المضادة للدبابات ونيران الرشاشات. وخلال العملية، استخدم الجيش عشرات الحوامات التي حلقت فوق القوات وصورت محاولات "المخربين" للفرار، بالإضافة إلى عدد من المسيّرات التي قدّمت غطاء جوياً في كل ساعات العملية إلى القوات البرّية. وتمكن الجيش من القضاء على 19 "مخرباً"، واعتقال 240 آخرين، بينهم 15 من قوات النخبة من الذين شاركوا في "مذبحة" 7 تشرين الأول/أكتوبر. ومن المعتقَلين "مخربون" ميدانيون رفيعو المستوى.

والعامل المفاجئ في سقوط المستشفى جرى في اليوم الأخير؛ عندما حاول مئات "المخربين" من مختلف التنظيمات المغادرة مع سلاحهم تحت غطاء الطقس العاصف من جباليا ومن شمال القطاع نحو مدينة غزة، وكان الجيش مستعداً لمواجهة هذا الهروب، وتمكن خلال ساعات من قتل أكثر من مئة "مخرب".

وبحسب الرائد يتسهار: "شاهدنا في الأيام الأخيرة عمليات فرار بسبب انهيار المستشفى التي شكلت معقلاً ورمزاً لـ ’حماس‘ يلقي بظله على المنطقة كلها. وهذه المرة، وصلنا إلى المستشفى بصورة منهجية كي نفاجئ ونحسم. مناورتنا في الخداع نجحت وأدت إلى الحسم، وقد عملت كل قواتنا معاً بدقة وتنسيق كاملَين."

وأضاف: "استخدمنا غطاء جوياً من الحوامات وأسلحة من سلاح الجو، وركزنا جهدنا، وهو ما أدى إلى النتيجة التي رغبنا بها. نحن نشعر بأننا ضربنا العدو بقوة، كما استسلم مئات ’المخربين‘، جزء منهم مع سلاحهم. وفي الأيام المقبلة بعد العملية، سيظهر المغزى من سقوط جباليا. لقد تمكنا من كسر تشكيلات العدو الذي كان موجوداً هنا."