قال موفد الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط عاموس هوكشتاين في مؤتمر صحافي خلال زيارته لبيروت أمس، إن "الجيش الإسرائيلي بدأ بالانسحاب من الناقورة، وعاد إلى ما وراء الخط الأزرق". وأضاف: "هذا الانسحاب سيستمر حتى خروج كل القوات الإسرائيلية من لبنان بصورة كاملة، وسيواصل الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب على طول الخط الأزرق".
وأوضح هوكشتاين أن الولايات المتحدة ستضغط على لبنان لتنفيذ تعهداته بشأن انتشار الجيش اللبناني في الأماكن التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، وفي الوقت عينه، منع عودة مقاتلي حزب الله إلى جنوب الليطاني ونزع قدرات الحزب العسكرية في هذه المنطقة.
وكان وزير الدفاع يسرائيل كاتس تطرّق إلى الوضع في الجنوب اللبناني في برنامجٍ عبر إذاعة أف أم -103، فقال: "نحن على تواصُل مع عاموس هوكشتاين، وإذا لم تنفَّذ كل الاتفاقات في إطار وقف إطلاق النار، فسنبقى مستمرين، وفي النهاية، نحن نثق بأنفسنا فقط. الجيش يقوم هناك بالعمل، ومن غير الصائب ترك موقعنا هناك". وتابع: "بالنسبة إلينا، المهم وجود الاتفاق. لقد جرى تطبيق جزء منه، وهناك جزء آخر لم يطبقه حزب الله. ونريد تطبيق كل الشروط، بما في ذلك عدم اجتياز حزب الله نهر الليطاني، وعدم وجود أيّ سلاح هناك، وعدم التعاون بين حزب الله والجيش اللبناني".
في موازاة ذلك، يقدّرون في الجيش الإسرائيلي أنهم بحاجة إلى البقاء في الجنوب اللبناني، بعد انتهاء مدة الستين يوماً لوقف إطلاق النار. ويرفضون في الجيش التطرّق إلى التقارير اللبنانية بشأن دخول قوات من الكتيبة 91 إلى بلدة الطيبة المواجِهة لمستوطنة مسكاف عام، والتي كانت تُعتبر معقلاً شيعياً. وتقول أوساط عسكرية إن الجيش يواصل العمل في البلدات والقرى المتاخمة للحدود، أو الواقعة جنوبي الليطاني، وهو يقوم بتفكيك بنى تحتية أقيمت في تلك البلدات، استناداً إلى معلومات استخباراتية بشأن وجود مخازن سلاح في منازل ومبانٍ في هذه البلدات.
وبحسب مصدر عسكري: "من المحتمل أن يكون الجيش اللبناني بحاجة إلى وقت لكي يفهم أساليب عمله، وفق اتفاق وقف إطلاق النار، وهو لم يختبر هذا النوع من المهمات سابقاً، ولا يزال يواجه صعوبة في التعامل معها. لذلك، من غير المؤكد أننا سنخلي المنطقة التي لا يتحمل الجيش اللبناني المسؤولية فيها".
ويقولون في الجيش إنه لا يزال هناك 3 أسابيع قبل انتهاء مدة الستين يوماً. "لم يمر وقت طويل، ونحن نفحص، يومياً، كيفية تنظيم الجيش اللبناني، وفي الوقت عينه، نواصل الكشف عن البنى التحتية العسكرية لحزب الله في الجنوب اللبناني. لقد أوضحنا للأميركيين أنه إذا لم يكن الجيش اللبناني مستعداً للانتشار في الجنوب اللبناني بصورة جدية، ولم يُظهر قدرته على الوقوف في وجه حزب الله، فإننا لن نسمح بعودة السكان إلى المنطقة".