شنّت القوات الجوية الإسرائيلية، أول أمس (الجمعة)، غارات على أهداف للحوثيين في اليمن، بينما هدّد مسؤولون إسرائيليون بمطاردة قادة الجماعة الحوثية ما لم يوقفوا هجماتهم بالطائرات المسيّرة والصواريخ.
وجاءت الغارات الجوية الإسرائيلية بعد وقت قصير على إعلان التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، قصف مواقع للحوثيين في مديرية حرف سفيان، شمالي العاصمة صنعاء. وقال مسؤولون إسرائيليون إنه تم تنسيق الضربات الجوية مع الولايات المتحدة، لكنها لم تكن عملية مشتركة للبلدين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عن الناطق بلسانه إن أكثر من 20 طائرة تابعة لسلاح الجو، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات تزويد بالوقود وطائرات تجسُّس شاركت في الضربات الإسرائيلية، وأسقطت نحو 50 قطعة ذخيرة على ثلاثة أهداف رئيسية، هي: ميناءا الحُديدة ورأس عيسى في الساحل الغربي لليمن، ومحطة كهرباء حزيز بالقرب من العاصمة صنعاء.
وقال البيان إن محطة الكهرباء كانت بمثابة مصدر مركزي للطاقة لنظام الحوثي في نشاطاته العسكرية.
وبعد الغارات، حذّر مسؤولون إسرائيليون من أن الجماعة الحوثية ستواجه مزيداً من الهجمات، وسيتم استهداف قادتها، إذا ما استمرت الهجمات.
وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن الحوثيين سيواصلون دفع ثمن مهاجمة إسرائيل.
وأضاف نتنياهو في بيان صادر عنه: "مثلما وعدنا، فإن الحوثيين يدفعون، وسيواصلون دفع ثمن باهظ لعدوانهم ضدنا. إن الحوثيين هم امتداد لإيران، ويخدمون أهداف المحور الإيراني ’الإرهابية’ في الشرق الأوسط، وهم يشكلون خطراً على إسرائيل والمنطقة بأسرها، بما في ذلك الإضرار بحرية الملاحة العالمية. سنعمل بحزم وقوة ضد أيّ كيان يهدد إسرائيل، أينما ومتى كان ذلك ضرورياً".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه لن يكون هناك حصانة لقادة هذه الجماعة المدعومة من إيران.
وذكر كاتس في بيان مصور أن الضربة التي نفّذها الجيش الإسرائيلي في اليمن هي رسالة واضحة لزعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي وزعماء جماعة الحوثي في اليمن، فحواها أنه لن يكون هناك حصانة لأحد. وأضاف: "سنلاحقكم، ونطاردكم، وندمر البنية التحتية للإرهاب التي قمتم بإنشائها. إن ميناء الحُديدة مشلول، وميناء رأس عيسى يحترق، والرسالة واضحة: من يمسّ إسرائيل، سيتلقى ضربات أشد كثيراً".
ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات تُظهر طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تحلّق فوق الشرق الأوسط. وأظهر مقطع آخر نشره الجيش الإسرائيلي عمليات التزود بالوقود جواً خلال الضربات التي نُفّذت على بعد ما يقرب من 2000 كيلومتر من إسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن قوات أميركية وبريطانية نفّذت، أول أمس (الجمعة)، 12 غارة على مديرية حرف سفيان، شمالي صنعاء، بالإضافة إلى 6 غارات جوية على ميناء الحُديدة وعدد من الغارات على العاصمة نفسها.
وكان الحوثيون أعلنوا مسؤوليتهم عن محاولة شن هجوم بطائرة مسيّرة على إسرائيل في وقت متأخر من يوم الخميس الماضي. وقالوا إنهم أطلقوا 3 طائرات مسيّرة على منطقة تل أبيب.
في المقابل، ذكر الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو اعترض الطائرات المسيّرة بنجاح، من دون وقوع أضرار مادية أو إصابات بشرية.
وجاءت محاولة تنفيذ الهجوم بالطائرات المسيّرة بعد ساعات على إصدار الجيش الإسرائيلي بيانات تحصي إطلاق الجماعة أكثر من 350 طائرة مسيّرة وصواريخ باليستية على إسرائيل منذ هجوم حركة "حماس" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وبدأ الحوثيون بمهاجمة إسرائيل بعد ذلك بفترة وجيزة، كما هاجموا السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما أدى إلى زعزعة استقرار ممر ملاحي حيوي، ودفع الولايات المتحدة، وأحياناً بريطانيا، إلى شنّ ضربات انتقامية ضد أهداف حوثية.
وكان الجيش الإسرائيلي شنّ عدداً من الغارات على أهداف حوثية في تموز/يوليو الماضي، عندما تسبّب هجوم بطائرة مسيّرة أطلقت من اليمن بمقتل شخص وإصابة آخرين في تل أبيب.