بوتين يحتاج إلى إيران، المقابل ممكن أن يكون خطراً على إسرائيل
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • مصنع الطائرات الأول في إيران بُني على يد شركة أميركية. عملياً، بدأ مشروع بناء المسيّرات في إيران على يد شركة Iran Aircraft Manufacturing Industries، وهي شركة تابعة للجيش، لديها مصنع في أصفهان في وسط إيران. وتم بناؤه في السبعينيات على يد شركة Textron، بهدف صناعة طائرات مروحية عسكرية خلال فترة حكم الشاه في إيران - حليف مقرب من واشنطن.
  • في الأعوام الأخيرة، تقوم إيران بتصنيع مسيّرات متطورة أثبتت نجاعتها في السعودية، من خلال ضرب حقول النفط، وأهداف أُخرى في الإمارات، وضد سفن بملكية إسرائيلية في الخليج الفارسي. وبالإضافة إلى أنها أطلقت مسيّرات تجاه إسرائيل، فإنها زودت حزب الله بهذه المسيّرات، وتساعد "حماس"، كما زودت الحوثيين في اليمن بالمعرفة والتكنولوجيا لبناء مسيّرات مختلفة. وليس اعتباطاً، اتهمت إيران إسرائيل والموساد بضرب موقع عسكري لصناعة المسيّرات في شهر آذار/مارس الماضي في كرمنشا شمالي طهران - حيث تم تدمير نحو 200 طائرة مسيّرة، خططت إيران لتوزيعها على أذرعها في الشرق الأوسط.
  • القمة التي يتم عقدها في طهران، ويشارك فيها كلٌّ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هي ردّ على زيارة بايدن إلى المنطقة وإقامة "حلف المنبوذين" مقابل الدبلوماسية الأميركية التي عادت للتأثير في الشرق الأوسط. فإيران أثبتت أن جزءاً من دبلوماسيتها في المنطقة يتطور من خلال توزيع وبيع الأسلحة المتطورة. وهكذا، تخطط نقل مئات المسيّرات إلى روسيا، بينها "مسيّرات انتحارية"، بهدف استعمالها في الحرب في أوكرانيا. هذا بالإضافة إلى أن طهران ستدرّب الروس على استعمال هذه المنظومات الجديدة.
  • في أعقاب العقوبات الأميركية التي جاءت بعد الحرب على أوكرانيا، وجد بوتين نفسه مرتبطاً بالتجارة مع الهند والصين. لذلك، فهو يبحث عن آفاق جديدة، ومن هنا بدأ التقارب ما بين موسكو وطهران. وكلاهما تخفيان حجم العلاقة العسكرية بينهما.
  • تتقرب موسكو وطهران، بعد أن ابتعدتا في أعقاب النزاع على صوغ الوضع في سورية، وفي الخلفية العودة إلى الاتفاق النووي. وفي الأشهر الأخيرة، يبدو أن هناك ارتفاعاً في منسوب التنسيق والتعاون العسكري ما بين البلدين. إذ يقوم سلاح البحرية الروسي بحماية السفن الإيرانية المتوجهة إلى سورية في المتوسط. والآن، يبدو أن هناك صفقة عسكرية. فالصناعات العسكرية الروسية تواجه صعوبات في تطوير مسيّرات كهذه الموجودة لدى إسرائيل، ولم تنجح إلاّ في تطوير نماذج أولية في قيد التجريب وتُعَدّ قديمة. لذلك، توجهت روسيا إلى إسرائيل قبل أكثر من عشرة أعوام بهدف التعاون. كان لدى إسرائيل مخاوفها، وكانت حذرة جداً. وفي نهاية المطاف، تقرر السماح بالتزود بمسيّرات من نماذج قديمة طورتها "الصناعات الجوية" (وظهرت لاحقاً في سورية)، وامتنعت إسرائيل من قبول دعوة الروس إلى إقامة خط إنتاج لهذه المسيّرات في روسيا.
  • لماذا يُقلق هذا إسرائيل؟ يمكن أن يطلب الإيرانيون من الروس كمقابل لصفقات السلاح هذه، أن تقوم موسكو بفرض قيود على حرية حركة سلاح الجو الإسرائيلي في سورية. وفي الآونة الأخيرة، مرّرت روسيا رسائل لاجمة إلى القدس، تخوفاً من تصعيد سريع ما بين إسرائيل وإيران على الجبهة الشمالية. وحتى الآن على الأقل، لا تزال موسكو تكبح التمركز الإيراني في سورية، وهذا يمنح إسرائيل هامش مناورة مهماً في الإقليم. مع الإشارة إلى أن الضربات التي ينفّذها سلاح الجو الإسرائيلي في سورية مستمرة، بحسب مصادر أجنبية.

 

 

المزيد ضمن العدد 3834