القانون والنظام في الضفة الغربية لا يطبَّقان على مستوطني شبان التلال
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • بعد إعداد طويل، بدأ اليوم تنفيذ "عملية البؤر الاستيطانية" لحركة "نحالة" الاستيطانية برئاسة الناشط اليميني دانييل فايس، الهدف من هذه العملية إقامة 3 بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية.
  • هذه العملية، التي يشارك فيها مئات الناشطين من اليمين، بينهم عائلات وأطفال، في المراحل الأولى لإعدادها تحدثوا عن إقامة عشر بؤر. لكن بمرور الوقت، أدركت حركة "نحالة" أن العدد مبالَغ فيه، واكتفت بثلاث بؤر. قبل بدء العملية، سُئل فايس ألا يزعجه أن العملية غير شرعية؟ ولم يتأخر في الرد: "شرعية أم غير شرعية، هذا الأمر لا يهمني. ما هو غير شرعي التخلي عن الأرض التي تعود إلى الشعب اليهودي".
  • لكن الأكثر إثارة للقلق والإزعاج في سلوك الذين يسمحون لأنفسهم بالقيام بكل ما يحلو لهم، هو أن المئات من عناصر الشرطة والجنود وحرس الحدود، الذين انتشروا في المنطقة في وقت سابق مع حواجز على الطرقات، سيضطرون إلى الدخول في مواجهة في حرّ تموز القائظ من أجل إجلاء أطفال ونساء وعائلات. ومن المنتظر رؤية صور قبيحة لعمليات جرّ واعتقالات واعتداءات على الشرطة والجنود، كل ذلك إرضاءً لنزوات فايس وشركائه الذين لا يهمهم القانون والنظام في الدولة.
  • هناك سهولة لا يمكن تصوّرها في حصول هيئات على المال العام من أموال الضرائب لكل مواطن، مثل المجلس الإقليمي في شومرون وبنيامين وغور الأردن، وحركة بيتار وبني عكيفا الشركاء في هذا النشاط غير الشرعي. ليس مقبولاً أن كياناً يموَّل من أموال الدولة يعمل ضدها وضد قانونها، وفي الأساس ضد الجيش والشرطة.
  • من أجل هذه العملية، جرى تجنيد حاخامين، مثل الحاخام حاييم شتاينر والحاخام إليكيم لفنانون والحاخام يوسف آريئيلي، الذين يقومون برعاية هذه العملية. ومن المثير للاهتمام أن هناك حاخاماً واحداً هو الحاخام تسفي يسرائيل تاو رئيس يشيفا هار هامور، وهو من الحاخامين المؤثرين، والذي أوضح أنه يعارض هذه العملية.
  • دانا ميليس القائمة بأعمال المدير العام لحركة "السلام الآن"، قالت اليوم: "الفكرة هي الانتقال من الكلام إلى الأفعال، وعدم انتظار قيام الجيش بتفكيك هذه البؤر غير الشرعية، كما لم يفكك أفيتار ولا حوميش. نحن نعلم جيداً بأن هذه البؤر هي وكر لعنف المستوطنين - لذلك انطلقنا".
  • يعني هذا بوضوح أنه من المنتظر أن يواجه الجيش والشرطة اليوم وفي الأيام المقبلة صعوبات كثيرة ستكون لها نتائج غير جميلة جرّاء الصراع الذي يمكن أن يتطور بين المستوطنين وبين المنظمات اليسارية. ومن المهم أن نضيف أن المستوطنين في البؤر الثلاث مجهزون بكل ما يحتاجون إليه للبقاء عدة أيام في ظروف صعبة للغاية، وبحسب حركة "نحالة"، جرى شراء هذا العتاد بواسطة 5 مليون شيكل من المساعدات التي جرى جمعها مؤخراً.
  • يشكل هذا، من دون شك، واقعاً كئيباً يضيف طبقة إضافية إلى حقيقة تدهور الدولة نحو الفوضى. منذ وقت طويل، لا يوجد قانون ولا نظام في مناطق الضفة الغربية بشأن كل ما له علاقة بشبان التلال والذين يقدمون لهم الرعاية. فهم يتحركون على الأرض من دون أن يزعجهم شيء، والسؤال إلى متى؟ إلى متى سيستمر غضّ النظر وإغلاق الآذان إزاء هذا النشاط غير الشرعي؟

 

 

المزيد ضمن العدد 3834