أفادت وسائل إعلام عربية مؤخراً أن الرئيس التونسي قيس سعيّد أعرب عن رغبته بالتقرب من إسرائيل غير أن الجزائر تقف حجر عثرة في وجه سير تونس في منحى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما أن الجزائر تمنع إسرائيل من الحصول على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي وأطلقت حملة لطردها من هذا الاتحاد. وتحكم العلاقات الجزائرية - التونسية مصالح اقتصادية في مجالات الطاقة والتجارة والصناديق المالية، وتدرك تونس على ما يبدو أنها ستفقد كل هذه المصالح في حال اقترابها من إسرائيل.
يذكر أن إسرائيل وتونس تبادلتا في الماضي علاقات دبلوماسية جزئية مهدت لها اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين. وافتتح البلدان مكاتب لإدارة المصالح الثنائية سنة 1996، لكن الانتفاضة الفلسطينية الثانية سنة 2000 دفعت نحو إغلاق هذه المكاتب. كما علمت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الرئيس سعيّد أوعز بتسهيل زيارات الإسرائيليين إلى البلاد لكن المعارضة من الداخل والأزمة الدستورية التي تعصف بتونس حالت دون رغبة الرئيس في المضي في مساعي التطبيع مع إسرائيل.
وبحسب رئيسة الاتحاد العالمي ليهود تونس في إسرائيل، مريام غاز أفيغال، بالرغم من التجميد الجزئي للعلاقات بين البلدين ما زال بوسع الإسرائيليين دخول تونس بجواز سفر إسرائيلي، وإن كان ذلك بشكل محدود. وقبل حوالي شهر زار جزيرة جربة التونسية نحو 500 إسرائيلي للمشاركة في الطقوس الدينية التي تقام في كنيس الغريبة العتيق بينما يُحظر على الإسرائيليين دخول تونس بقية أيام السنة.
وقدرت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أمس (الأربعاء) أن خطوة كهذه لن تخرج إلى حيز التنفيذ في المدى القريب، وسيتوجب على الرئيس سعيّد الانتظار إلى ما بعد الانتخابات، ولفتت إلى أن الشعب التونسي يعاني هذه الأيام من مصاعب اقتصادية كبرى.