تخوف في إسرائيل وتركيا من أن يؤدي التصعيد مع طهران إلى كبح عودة الحرارة إلى العلاقات بين الدولتين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

البيان الصادر أمس عن مجلس الأمن القومي، والذي حذّر المواطنين الإسرائيليين الموجودين في تركيا من خطر التعرّض لهجومات إيرانية، أثار خيبة الأمل والإحباط في تركيا، الأمر الذي يمكن أن يضرّ بصورة تركيا، كدولة آمنة بالنسبة إلى السياح، قبل أشهر الصيف.  وكان التحذير الخارج عن المألوف نُشر قبل اغتيال المسؤول الرفيع المستوى في الحرس الثوري في طهران، وجاء بعد أيام معدودة من الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي إلى القدس، والتي كان هدفها عودة الحرارة إلى العلاقات بين الدولتين.

وكان موظفو وزارة الخارجية أطلعوا نظراءهم الأتراك على الإعلان قبل نشره، كما نقلت مصادر أمنية إسرائيلية إلى الجانب التركي المعلومات التي لديها، المتعلقة بالجهود الإيرانية لمهاجمة أهداف إسرائيلية على الأراضي التركية. وافترضت إسرائيل أن التحذير لن يمسّ بالعلاقات بين الدولتين، لأن تركيا أيضاً تتخوف من وقوع هجمات ضد السياح على أراضيها، ومن النتائج الأمنية والاقتصادية لذلك.

ومؤخراً، أرسلت مصادر إسرائيلية توجيهات إلى السياح الإسرائيليين الموجودين في تركيا، طلبت منهم توخي الحذر خلال إقامتهم بتركيا. وعلى ما يبدو، أدى التحذير إلى موجة من إلغاء حجوزات السفر إلى تركيا.

تجدر الإشارة إلى أن جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل إعادة الحرارة إلى العلاقات مع إسرائيل، اصطدمت بطلب إسرائيلي واضح، أن تعمل تركيا على إحباط هجمات إيران، أو "حماس"، ضد أهداف إسرائيلية في تركيا. رئيس الدولة الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ حذّر خلال زيارته إلى تركيا في آذار/مارس الماضي، وكذلك وزير الخارجية يائير لبيد في الأسبوع الماضي، نظيريهما التركيَين من تمركُز "حماس" في إستانبول. وفي الأشهر الأخيرة، طالبت إسرائيل تركيا بالعمل ضد نشطاء للحركة يعيشون في ربوعها، كخطوة مسبقة لإعادة الحرارة إلى العلاقات.