الليكود يتحول إلى نسخة أكثر خطراً من "كهانا حي"
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- "تذكروا سنة 48، تذكروا حرب استقلالنا ونكبتكم، لا تشدوا الحبل أكثر... إذا لم تهدأوا، فسنلقّنكم درساً لا يُنسى"، هكذا هدد عضو الكنيست يسرائيل كاتس (الليكود) والوزير السابق في حكومات إسرائيل، من على منبر الكنيست، قرابة 20% من مواطني دولته بـ"نكبة".
- لكن هذا ليس أعشاباً ضارة، ولا بن غفير وجوبشتاين، ولا حتى سموتريتش- هذا هو جوهر حملة الليكود. حزب يريد أن يصل إلى السلطة بواسطة السماح بهدر دماء المواطنين العرب في إسرائيل. على ما يبدو، الليكود يريد تقليد بن غفير، وشنّ حملة انتخابية تقوم كلها على التحريض ضد المواطنين العرب في إسرائيل. أيضاً عضو الكنيست ميكي زوهار، من المجموعة الرائعة التي تحتل مقاعد الليكود في الكنيست، اشتكى من أن المواطنين العرب في إسرائيل "يرفعون رؤوسهم"، وحذّر في حديث مع الصحافي شالوم يروشالمي من أن "العرب يسيطرون على الدولة"، وهم ليسوا الوحيدين.
- في ظل زعيم هستيري، من دون رادع، يتحول حزب الليكود إلى حزب "كهانا حي"، في صيغة أكثر خطراً بآلاف المرات. وبتشجيع من بنيامين نتنياهو، تحول الخطاب الكهاني إلى قاعدة، وتحول التحريض العنصري إلى أساس الحملة.
- أعضاء حزب المعارضة المركزية يعلمون بأن قوانين اللعبة الديمقراطية لم تعد صالحة. وعندما يكون الهدف المسّ بشرعية الحكومة الحالية، يصبح المواطنون العرب في إسرائيل هم الأداة. وهم الضحية التي من خلال التحريض ضدهم، يسعى الليكود للمسّ بالحكومة، وفي الوقت عينه، وقف صعود إيتمار بن غفير انتخابياً.
- هذا خطر حقيقي وواضح على الدولة وعلى مواطنيها. لقد سمح بهدر الدم؛ الآن، يبقى أن ننتظر مَن سيفهم الرسالة ويتحرك. هذا الخطر يفرض علينا، كمواطنين، المحافظة على هذه الحكومة، وعدم الخوف من التعبير عن الرأي ومحاولة التغيير، وألاّ ننسى أن البديل ليس فقط سيئاً، بل هو مخيف.
- إن البديل من الحكومة الحالية ليس حكومة يمين، بل حكومة عنصرية. حكومة تريد أن "تخفض رأس" مواطنيها، حكومة تريد محاربة نحو خُمس مواطني إسرائيل. نحن العرب، يأتي دورنا أولاً، وبعدنا مباشرة سيأتي دور اليسار، وبعده كل مَن لا ترضى عنه السلطة. حزب لا يتردد عن خوض حملة ضد جزء من مواطنيه، لن يوقفه شيء. الخطوات التي نشاهدها اليوم في روسيا قد تبدو بعيدة ومخيفة، لكنها يمكن أن تحدث هنا أيضاً. خطاب أعضاء الليكود أصبح حاضراً، يبقى فقط أن نعطيهم القوة كي تتحول الكلمات إلى أفعال.
- خطاب كاتس الترهيبي يجب أن يتحول إلى جرس إنذار لكل أنصار الديمقراطية. نحن لسنا في صراع سياسي، بل في حرب من أجل الديمقراطية ومن أجل القدرة على العيش في دولة إسرائيل، كمواطنين أحرار. حزب الليكود، يقوده شخص لا كوابح له، ومستعد لاستغلال كل شيء بهدف العودة إلى السلطة. وإذا عاد، فلن يكون هناك قيمة ديمقراطية أو أخلاقية لن يستغلها من أجل بقائه.
- هذا هو التحذير الأخير لأنصار الديمقراطية: ممنوع أن نرتكب أخطاء، الثمن سيكون كبيراً جداً.