المواجهات في المسجد الأقصى: في جو التحريض القائم، من شأن كل حدث استثنائي أن يتحول إلى انتفاضة
المصدر
  • الهدوء النسبي في غزة خلال الاشتباكات والعمليات في الضفة يجب ألا يضللنا. فقمة النقب التي عُقدت في الآونة الأخيرة في "سديه بوكير"، وشارك فيها وزراء خارجية عرب لهم ثقلهم، كالإمارات والبحرين ومصر والمغرب، خلّفت حالة من الإحباط الكبير في أوساط الفلسطينيين. هؤلاء شعروا بالخذلان من حقيقة أن الدول العربية تدير علاقات مع إسرائيل في وقت تُرك الفلسطينيون وحدهم تحت الاحتلال الإسرائيلي. في رأيي، هذا هو العامل الأساسي الذي أشعل موجة "الإرهاب" الحالية.
  • في الوقت الذي تعيش "حماس" حالة ردع وعدم جاهزية للتعامل مع التفوق الواضح للجيش، فإنها تقوم بتغيير استراتيجيتها وتقرر إشعال النيران عن بُعد. وبكلمات أُخرى، تفعيل النشطاء الكُثر في الضفة، وأيضاً داخل إسرائيل. وكالعادة، المسجد الأقصى والحرم الشريف هما النقطة الأسهل لفعل ذلك، كما كان واضحاً ليلة عيد الفصح. ويجب التشديد على أن: الاشتباكات والمواجهات في المسجد الأقصى ليست عفوية طوال الوقت. فأكثر من مرة، يتحضرون كأنهم على أعتاب حملة عسكرية، حيث هناك مَن يستغل فترات الهدوء في الحرم للتسلح بالأسلحة البيضاء، كالمفرقعات والحجارة والعصي.
  • بين المصلّين المسلمين الذين شاركوا في المواجهات مع الشرطة ورمي الحجارة في المسجد الأقصى ليلة عيد الفصح، كان هناك مَن هتف "نحن رجال محمد ضيف". وبينهم كان أيضاً أعضاء "شباب الأقصى"، التنظيم الذي يقف خلف أحداث عنيفة كثيرة في المسجد الأقصى. من الواضح لكوادر "حماس" أن الصور القاسية التي يظهر فيها أفراد الشرطة الإسرائيلية وهم يعتقلون شباناً فلسطينيين في المسجد الأقصى، ويحولون المسجد إلى ساحة حرب - من شأنها أن تعزز الغضب في أوساط المسلمين. لم ينتبه أحد إلى أن كل شيء بدأ بعد قيام المصلّين أنفسهم برمي الحجارة.
  • وكالعادة، تم استدعاء المصريين، الذين يملكون اليوم قدرة تأثير عالية في "حماس"، لتهدئة الأوضاع؛ فبمساعدة الأموال القطرية، تنفّذ مصر خلال هذه الفترة مشروعاً كبيراً لإعادة الإعمار، يظهر من خلال أعمال كبيرة في البناء والتطوير. تهديد مصر بوقف العمل، إلى جانب حقيقة أن استمرار المواجهة سيوقف دخول آلاف العمال الفلسطينيين الذين يُدخلون ما يعادل 60 مليون شيكل إلى قطاع غزة، جعل "حماس" تخفف من حدة المواجهات في القدس.
  • على الرغم من هذا، فإن حالة التحريض القائمة من الممكن أن تؤدي إلى فقدان السيطرة. وأيّ حدث استثنائي، إسرائيلي أو فلسطيني، من شأنه، ببساطة، تحويل الوضع القائم إلى انتفاضة إضافية خارجة عن السيطرة، وبصورة خاصة في وقت تقف إيران مع براميل وقود الهدف منها تقوية النيران. وإلى جانب هذا كله، يجب على العين الإسرائيلية أن تبقى على الأردن أيضاً.
  • التظاهرات الكبيرة ضد إسرائيل، والتي حدثت هناك خلال نهاية الأسبوع وطالبت الملك عبد الله بطرد السفير الإسرائيلي من عمّان وإعادة السفير الأردني من تل أبيب، تخدم إيران. الأغلبية الفلسطينية في الأردن من شأنها أن تساعدهم في حال اتساع المواجهات وتحوُّلها إلى انتفاضة خارجة عن السيطرة.