المواجهات في المسجد الأقصى تنزلق إلى قصر الملك عبد الله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • وقّع 85 عضواً في البرلمان الأردني عريضة تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل وإلغاء اتفاق السلام. الهجمات الحادة موجهة أيضاً إلى ملك المغرب محمد السادس، الذي يلقَّب، بتهكُّم، "ملك التطبيع" مع إسرائيل، بينما يتولى رئاسة لجنة القدس التي أُنشئت في سنة 1975.
  • الملك عبد الله العائد من ألمانيا، حيث خضع لعملية معقدة في العمود الفقري، يعلم قبل بدء شهر رمضان أنه من المتوقع أن يشكّل الحرم القدسي مركزاً للاضطرابات. المطلوب منه الآن أن يواجه، من فراش استشفائه، التسونامي الآتي من القدس. الملك عبد الله أجرى محادثات في هذا الشأن مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومع وزير الدفاع بني غانتس، كما أجرى ممثلوه محادثات مع رئيس الشاباك ومساعديه. وبحسب مصدر أردني رفيع المستوى، فإن حصيلة هذه المحادثات أن تمتنع إسرائيل من إدخال قواتها إلى الحرم القدسي، وسيبذل الأردن مع السلطة الفلسطينية كل ما في وسعهما لمنع حدوث مواجهات. "دخول القوات الإسرائيلية إلى الحرم القدسي وضع الملك أمام طريق مسدود"، قال المصدر، وتابع: "الانتقادات الداخلية تأججت، وهناك شعور بأن إسرائيل لم تفِ بتعهداتها".
  • قبل 3 أيام أرسل الملك تعليمات قاطعة إلى رئيس الحكومة الأردنية بشر الخصاونة بالعمل على المستويين الدولي والعربي "لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في الحرم القدسي من أجل تهدئة الأجواء". في الأيام الأخيرة، أجرى وزير الخارجية أيمن الصفدي محادثات مكثفة مع المسؤولين في الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، ومع رؤساء كلّ من مصر والمغرب والإمارات، طالباً منهم التدخل للضغط على إسرائيل كي لا تدخل قواتها إلى موقع المساجد. في المقابل، طلب الأردن عقد جلسة لمجلس الأمن للبحث في أحداث الحرم القدسي، وصعّد خطابه ضد "الاعتداءات الإسرائيلية" التي تمسّ بالأماكن المقدسة في الحرم القدسي.
  • بالإضافة إلى التخوف من نشوب الاحتجاجات في الأردن، وفي دول عربية وإسلامية سبق أن بدأت تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي، فإن كل حادث في الحرم القدسي يُعتبر بمثابة فشل لملك الأردن في ممارسة سلطته وصلاحياته في الأماكن المقدسة، كما جرى تحديدها والاتفاق عليها بين الأردن وإسرائيل. اتفاق السلام المبرم في سنة 1994 منح الأردن مكانة خاصة لإدارة الأماكن المقدسة. في سنة 2015، قبِل بنيامين نتنياهو "اتفاقات كيري" (التي صاغها وزير الخارجية الأميركي جون كيري)، والتي نصت، من بين أمور أُخرى، على أن في إمكان المسلمين الصلاة في الحرم القدسي، بينما يمكن لغير المسلمين زيارة الحرم، لكن لا يحق لهم الصلاة فيه.
  • هذا المبدأ الذي لا يزال سارياً حتى اليوم، هو الذي منع الحركات اليمينية في إسرائيل من اقتحام الحرم القدسي لتغيير الستاتيكو وإظهار "سيادة" إسرائيل على الحرم القدسي. إسرائيل لا تنوي تغيير الستاتيكو، لكن دخول جنود وعناصر من الشرطة إلى الحرم يُفسَّر في فلسطين والأردن، ليس فقط بأنه انتهاك لِما جرى الاتفاق عليه، بل بأنه دليل على نية إسرائيل السيطرة على الحرم القدسي وتحويله إلى موقع يهودي، خلال تولّي الملك عبد الله المسؤولية عن الحرم.
  • تخوّف آخر يُطرح كتهديد خفي على طاولة الملك عبد الله، هو تطلُّع السعودية إلى الحصول على صلاحيات إدارة الأماكن المقدسة في القدس وإزاحة الملك عبد الله عن منصبه. على هذه الخلفية، نشأ قبل عامين توتُّر بين المملكتين، عندما تخوف الملك عبد الله من أن تكون "صفقة القرن" للرئيس ترامب موجهة، من بين أمور أُخرى، لتحقيق طموح السعودية، في مقابل تأييدها خطة السلام الأميركية. من هنا، أيّ حادث في الحرم القدسي يمكن، في رأي الملك، أن يمنح السعودية ذريعة كي تطالب لنفسها بالوصاية بسبب ما يفسَّر كضعف في مواجهة إسرائيل.
  • من أجل تبديد الانتقادات في الداخل والطموحات السعودية من الخارج، وفي الوقت عينه، الحفاظ على علاقات طبيعية مع إسرائيل ومع السلطة الفلسطينية، طلب الملك عبد الله من أتباعه تصعيد لهجة الخطاب. لكن هذه القناة ليست خالية من المخاطر. بصورة غير مسبوقة، أعرب رئيس الحكومة الأردني بشر الخصاونة أمس (الاثنين) عن تأييده وتشجيعه لراشقي الحجارة في الحرم القدسي، وحظيَ بردّ صاخب من رئيس الحكومة نفتالي بينت الذي قال إنه "ينظر إلى التصريحات التي تتهم إسرائيل بالعنف الموجّه ضدها بخطورة بالغة... هذا الأمر مرفوض من طرفنا. وهو يشكل هدية للمحرضين، وعلى رأسهم "حماس" التي تحاول إشعال العنف في القدس".
  • امتنع بينت من اتهام رئيس الحكومة الأردنية مباشرة. يبدو أنه يدرك هو أيضاً أنه عندما يقول الخصاونة هذا الكلام أمام البرلمان الذي تطالب أغلبية أعضائه بقطع العلاقات مع إسرائيل، فإن هذا الخطاب الصارم هو بديل من الاستجابة للضغط البرلماني لقطع العلاقات الدبلوماسية. الخصاونة والملك لا ينويان قطع العلاقات مع إسرائيل، أو إغلاق السفارات. للدولتين مصالح عسكرية واقتصادية حيوية، وهما لا تريدان التحول إلى رهينة في أيدي المتطرفين في الحرم القدسي.
  • لكن سيكون من الخطأ الفادح النظر إلى التصريحات الصاخبة المتبادلة على أنها لعبة لها دور خطابي ضروري من أجل تهدئة الأجواء. كما في إسرائيل، كذلك في الأردن، مشكلة الحرم القدسي لا تتعلق فقط بحرية ممارسة الشعائر الدينية، بل تخدم أيضاً خصوماً سياسيين يمكنهم إسقاط حكومات.
  • لعبة البينغ بونغ الخطابية الحاقدة بين إسرائيل والأردن لا تكفي لإخفاء الخطر الذي يتهدد الحكومة الإسرائيلية والمملكة الأردنية من أعالي الحرم القدسي. في استطاعة إسرائيل التمسك بحجة السيادة التي تمنحها صلاحية استخدام قوات في الحرم القدسي، لكن عندما تنازلت عن فرض سيطرتها على الحرم من تلقاء نفسها، وبالاتفاق، فإن أي مظهر قوة تُظهره هناك لن يغيّر في مكانتها، بل يمكن أن يدمر نسيج العلاقات الهشة التي لا تزال تحافظ على الصلة بينها وبين الأردن.