تقرير: القوات الإيرانية تحل محل القوات الروسية في سورية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

يبدو أن تصويت إسرائيل مع الولايات المتحدة على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وتصريحات وزير الخارجية يائير لبيد التي اتهم فيها روسيا بارتكاب جرائم حرب، أثمرت في الأسبوع الماضي ردَّين غاضبين من روسيا. فقد أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً غير مسبوق في حدّته، جاء فيه : "هناك محاولة لاستغلال الوضع في أوكرانيا من أجل تحويل انتباه المجتمع الدولي عن أحد أقدم النزاعات التي لم يجرِ حلها، أي النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني". وفي مقابلة مع محطة "كان 11"، قال السفير الروسي أناتولي فيكتوروف إن كلام لبيد هو "اتهامات لا أساس لها. نحن نتوقع موقفاً أكثر توازناً". لكنه أضاف أن روسيا وإسرائيل لا تزالان صديقتين.

بعد الهجوم الإسرائيلي على سورية في يوم الجمعة الماضي، قال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية الأميرال أوليغ جورافلوف، الذي يتخذ من سورية مركزاً له، إن صاروخاً سورياً مضاداً للطائرات اعترض أحد الصواريخ الإسرائيلية. وهذا الصاروخ من إنتاج روسي اشترته سورية ضمن صفقة سلاح في سنة 2007. مجرد هذ الإعلان يوحي بأن روسيا  بصدد إعادة النظر في سياستها "الأجواء المفتوحة" التي تمنحها لإسرائيل.

ثمة تخوّف إسرائيلي آخر وأكثر إلحاحاً برز في الأيام الأخيرة. فبحسب تقارير في وسائل التواصل في سورية وفي الإعلام العربي، تقوم روسيا بتخفيف عديد قواتها في سورية، بينهم مئات المرتزقة من تنظيم "فاغنر"، وتقوم بنقلهم إلى المعركة في أوكرانيا. وحل محل هذه القوات مقاتلون إيرانيون وعناصر من الميليشيات الموالية لإيران. كما جرى وضع اللواء السوري 47، جنوبي محافظة حلب، تحت قيادة إيرانية.

عديد القوات الإيرانية المتمركزة في سورية لم يتغير بعد هذه الخطوات، كما أن انتشارها الجديد لا يغير حجم خطرها على إسرائيل. الجديد هو منظومة الأدوات المترابطة التي أُنشئت في سورية في أعقاب الحرب في أوكرانيا، وهو ما قد يجعل الوجود العسكري الإيراني أكثر دينامية في عملية اتخاذ القرارات في سورية. وتجدر الإشارة إلى أن الانتشار الإيراني الجديد جرى بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد، وبموافقة روسية، وهذا يدل على اعتماد النظام في سورية على القوة البشرية الإيرانية لملء الفجوة التي تركتها القوات الروسية.