لا يجوز إغراق شوارع إسرائيل بالسلاح بحجة الدفاع عن النفس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • لا شك في أن سلسلة العمليات الأخيرة توجب اتخاذ جملة من التجهيزات الأمنية. غير أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون أحد هذه التجهيزات ذلك الذي روّجه رئيس الحكومة نفتالي بينت، وهو إخراج المزيد من الأسلحة إلى شوارع البلد.
  • قال بينت في شريط فيديو نشره أول أمس (الأربعاء): "أقول لكل مَن يملك رخصة حمل السلاح إن هذا هو الوقت لحمل هذا السلاح". وهذه مشورة بائسة للغاية، ذلك بأن الشوارع العاجّة بالسلاح يمكن أن تتحول إلى شوارع قنابل موقوتة، كما أن نيات إحباط عمليات من طرف عابري سبيل، يمكن أن تؤدي إلى إسالة دماء كثيرة، إما بشكل متعمد، أو نتيجة ارتكاب خطأ، وعندها ستقع أحداث لا تُحمد عقباها.
  • يجب إبقاء موضوع الحفاظ على أمن السكان في أيدي الجهات المسؤولة عن ذلك، وهي الشرطة والجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ["الشاباك"]. صحيح أنه كان هناك حالات قام فيها سكان مدنيون بإحباط عمليات، كما حدث في العملية التي وقعت في مدينة بئر السبع [جنوب إسرائيل] الأسبوع الفائت، لكن يمكن أيضاً أن يحدث العكس.
  • لقد أثبت الكثير من الأبحاث في شتى أنحاء العالم أن زيادة حمل السلاح من طرف السكان المدنيين تؤدي قبل أي شيء إلى ازدياد عمليات سرقة الأسلحة والتجارة بها، وإلى استعمال السلاح ضد أناس أبرياء. ومثلما أنه ينبغي في سياق الحرب ضد "الإرهاب" إقامة توازُن بين حاجات الأمن وبين فقدان السيطرة والانضباط، ينبغي التقيّد بالأمر نفسه في كل ما يتعلق بحمل السلاح في شوارع إسرائيل. ويكفي أن نتأمل بما يحدث في الولايات المتحدة بهذا الشأن، حيث يؤدي حمل السلاح إلى نتائج مدمرة، وإلى عمليات قتل جماعية في بعض الأحيان.
  • ولا بد من القول إن قيام رئيس الحكومة بالسماح للجنود من ذوي رتب أعلى من رتبة النفر بالتوجه إلى بيوتهم من قواعدهم وبحيازتهم سلاح، يُعتبر خطوة إشكالية، نظراً إلى حقيقة أن ليس كل الجنود مدربين جيداً على استعمال السلاح. فضلاً عن ذلك يجب التحذير من أنه في ظل أجواء التحريض على العرب لن يصعب تخيُّل ما الذي يمكن أن يفعله بالسلاح مَن يرددون هتاف "الموت للعرب". ولن تنفع رئيس الحكومة حجة الدفاع عن النفس في حال قيام بعض السكان اليهود بأخذ زمام القانون في أيديهم وارتكاب أعمال قتل جماعية.