قمة مصر أثبتت أن إسرائيل تحولت إلى عنصر إقليمي مركزي بين ليلة وضحاها
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • قبل أكثر من عام، أقيم إطار سياسي - شرق أوسطي، بمبادرة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سُمِّيَ إطار بغداد، وضم مصر والأردن والعراق، وأُسِّس بهدف مساعدة العراق على التخلص من التأثير الإيراني. منذ ذلك الحين، توطدت العلاقات والتنسيق بين الدول الثلاث.
  • في الأيام الأخيرة، شهدت شرم الشيخ المصرية إطاراً إضافياً، شمل مصر والإمارات وإسرائيل. لدى هذه الدول الثلاث، التي عقد قادتها قمة مصغرة في سيناء، عدة قواسم مشتركة، الأبرز بينها خيبة الأمل العميقة بسلوك إدارة بايدن إزاء الشرق الأوسط والمسألة النووية الإيرانية.
  • يتفق أعضاء الإطار الجديد في الرأي على أن واشنطن ستسارع إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الموضوع النووي الإيراني ودفع الثمن لقاءه. وفي رأيهم، أن الولايات المتحدة ترتكب أخطاء تكتيكية ستتسبب بمعاناتهم في المستقبل، وذلك في ضوء الواقع الشرق الأوسطي الجديد الآخذ في التشكل.
  • إن حقيقة استعداد الأميركيين للبحث في طلب طهران رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة التنظيمات الإرهابية، أضاءت كل الأضواء الحمراء، وسرّعت في اجتماع شرم الشيخ الذي يبدو أن التحضير له جرى سراً، وعُقد بسرعة.
  • القاسم المشترك الآخر بين الدول الثلاث هو التخوف من هيمنة عدائية لإيران في المنطقة تُعرّض الشرق الأوسط كله للخطر. بالإضافة إلى المسألة النووية الإيرانية، تعتبر الدول الثلاث أن الخطر الحقيقي هو التخريب الإيراني الذي تتجاهله الولايات المتحدة، أو لا ترغب في مواجهته.
  • ترى مصر والإمارات أن الحوثيين المدعومين من إيران يطلقون الصواريخ على السعودية. كما يقصف الإيرانيون الأميركيين في العراق، من دون ردّ من الولايات المتحدة. وفي رأي البلدين، هناك دولة صغيرة تجرأت على مواجهة العدوانية الإيرانية، وبنجاح. وهذا ما يفسر وجود رئيس الحكومة نفتالي بينت في شرم الشيخ.
  • شيئاً فشيئاً، ينشأ نوع من الطوق حول إيران، إسرائيل حلقة أساسية فيه. ويبدو أن الدول الثلاث التي اجتمعت في شرم الشيخ تدرك أنه سيكون هناك واقع جديد بعد توقيع الاتفاق النووي الجديد مع إيران. وسلوك الولايات المتحدة في أوكرانيا، وقبله في أفغانستان، يزيد في مخاوف هذه الدول والحاجة إلى الاستعداد لليوم الذي يلي الاتفاق.
  • في إمكان الرئيس السيسي الجمع بين إطار شرم الشيخ وإطار بغداد. السؤال هو إلى أي مدى أعضاء إطار شرم الشيخ مستعدون للذهاب إليه: استراتيجيا مشتركة؟ تنسيق دائم؟ مساعدة استخباراتية؟ انتشار عسكري؟
  • الاجتماع في شرم الشيخ، إلى جانب كونه تاريخياً، فإنه يربط المصير المشترك لهذه الدول الثلاث في المرحلة المستقبلية. لقد وقفت مصر في الصف الأول من التعاون مع إسرائيل والمواجهة مع إيران. واختارت الإمارات معسكرها، علناً، ومن دون تردد، وتحولت إسرائيل بين ليلة وضحاها إلى عامل إقليمي مركزي، الكل يسعى له.