لا للعقوبة الجماعية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • الهجوم الذي وقع أول أمس في بئر السبع، والذي قُتل جرّاءه كلّ من دوريس يحباص، وموشيه كربيتسكي، ومناحيم يحزقئيل، ولورا يتسحاق، يفرض على المؤسسة الأمنية تبرير ما إذا كانت غفلت عن القيام بواجبها. محمد أبو القيعان مواطن إسرائيلي بدوي من سكان الحورة، معروف جيداً من المؤسسة الأمنية. في الماضي، حُكم عليه بالسجن بسبب تُهم أمنية وأُطلق سراحه في سنة 2019، وهو معروف بتأييده لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، كما اتُّهم بتأليف خلية خططت للانضمام إلى التنظيم في سورية.
  • بعد خروجه من السجن، كان أبو القيعان يخضع لمراقبة الشاباك. فكيف غابت عن أنظاره عملية التشدد الأصولي التي مرّ بها، إلى حد قيامه بعملية الذبح الجماعية في بئر السبع؟ كل هذا في وقت قال مسؤول أمني كبير "الأشخاص الذين يُطلق سراحهم من السجن ويحملون أيديولوجية داعش، من المحتمل جداً أن يتحولوا إلى مهاجمين منفردين".
  • إلى جانب ذلك، يجب على الحكومة عدم الانجرار وراء مشاعر اليمين الذي يطالب بالتشدد مع كل الفلسطينيين، أيضاً مع الذين لا علاقة لهم بهجوم أبو القيعان. الدعوات التي تطالب بالتعامل مع الفلسطينيين بيد من حديد هي دعوات إلى عقوبة جماعية. وهذا سلوك مُدان يقوم على فرضية خاطئة، مفادها أن الفلسطينيين يشكلون كتلة واحدة، ولا فارق بين هؤلاء الذين يعيشون في غزة والضفة وبين المواطنين في إسرائيل. كل ذلك، بينما يسود هدوء نسبي في غزة والضفة.
  • لا مجال للعقوبة الجماعية، في الأساس ليس في هذه الفترة الحساسة، وخصوصاً من الناحية الدينية - قبل بضعة أسابيع من شهر رمضان. يتعين على إسرائيل التصرف بحكمة وحذر، وعدم فرض عقوبة تؤدي إلى تصعيد جديد في المناطق والبلدات المختلطة، مثلما جرى خلال عملية "حارس الأسوار".
  • مصادر أمنية فلسطينية تشدد على أن السلطة الفلسطينية و"حماس" مهتمان بمرور شهر رمضان بسلام. فسكان الضفة يريدون الصلاة في الحرم القدسي، وفي غزة، يريدون مواصلة العمل في إسرائيل التي زادت أعداد أذونات العمل المعطاة إلى سكان غزة ورفعتها إلى 12 ألفاً، ومن المنتظر أن تكبر هذه الحصة، بالتدريج، لتصل إلى 20 ألفاً. في الضفة الغربية وغزة، يعلمون جيداً بأن الصلاة والعمل مرتبطان بالمحافظة على الهدوء.
  • من الواضح أنه يجب محاربة الإرهاب الإسلامي في الداخل، ومن الواضح أن سكان بئر السبع يستحقون الحماية. لكن فرض الحصار واعتقال فلسطينيين في الضفة وغزة - كما يطالب اليمين - لا يحققان ذلك. قبيل شهر رمضان، يجب تكثيف قوات الشرطة والجيش، لا منع فلسطينيي الضفة من المجيء إلى الحرم القدسي والصلاة، ولا منع دخول العمال الفلسطينيين من غزة. فاتخاذ خطوات صارمة للغاية في المناطق سيؤدي إلى نتيجة عكس المطلوب؛ وهي فقط ستسرّع التصعيد، بدلاً من لجمه، وستؤدي إلى تدهور الوضع الأمني للمواطنين الإسرائيليين، بدلاً من استعادته.