المسؤولية يتحمّلها بينت
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • المهمات الدولية التي أخذها رئيس الحكومة نفتالي بينت على عاتقه في نهاية الأسبوع، لا تعفيه من المسؤولية عن مصير اللاجئين. منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا وحتى الأمس، وصل إلى إسرائيل نحو 2800 لاجئ من أوكرانيا. حتى الآن، منعت سلطة الهجرة دخول نحو 130 منهم. وفي الوقت الذي تخطى عدد اللاجئين المليون ونصف المليون إنسان، سمح لهم الاتحاد الأوروبي بالبقاء في أراضيه مدة ثلاثة أعوام أولى وآمنة - يتشكّل فوق رأس إسرائيل عار مزدوج: فهي لم تقُم فقط بعدم استقبال أناس يهربون للنجاة، بل تشددت مع الذين وصلوا إليها أيضاً، وطلبت كفالات مالية تصل إلى 10 آلاف شيكل كحد أدنى.
  • جرى نقاش في لجنة الهجرة والاستيعاب التابعة للكنيست بشأن موضوع الحرب في أوكرانيا، قال بينت خلاله إن "الدولة تركز على استقبال اللاجئين اليهود". وتطرّق رئيس الحكومة إلى "مهمة تاريخية"، لكنه اختار تخصيصها لاستقبال "يهود هاربين من مناطق خطِرة". وقال بنبرة حاسمة "لا يجب أن تضع البيروقراطية الداخلية عندنا عوائق". لكن في الوقت والسياق عينه، قرّر الامتناع من قول كلمة واحدة عن المواطنين الأوكرانيين من غير اليهود. وبهذه الطريقة، أوضح رئيس الحكومة أن الحسابات العنصرية التي أظهرتها وزيرة الداخلية أييليت شاكيد خلال الأيام الأخيرة، لم تكن ردة فعل عفوية.
  • من السهل توجيه أسهم الانتقاد إلى شاكيد. فهي من خلال تصريحاتها السيئة، تهوّن على مَن يريد القيام بذلك. "كل عاقل يفهم أن من غير الممكن الاستمرار في وتيرة الدخول الحالية"، اشتكت ووعدت بأنها ستبلور "سياسة أكثر توازناً" خلال الأيام القادمة، كما أنها ترفض الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل، قائلة إن "إسرائيل، كما يبدو، هي الدولة التي استقبلت أكبر عدد من الأوكرانيين منذ بداية المعارك، مقارنةً بعدد السكان، وأكثر من جميع الدول الغربية التي لا تملك حدوداً مع أوكرانيا... علينا أن نثني على إسرائيل ونفتخر بها في هذا الموضوع".
  • مع كل الاحترام لشاكيد، هي وزيرة الداخلية فقط. وهي لا تحدد، وحدها، سياسة إسرائيل بخصوص اللاجئين. بينت يأتي قبلها، هو رئيس الحكومة، والمسؤولية عن السياسة الإسرائيلية السيئة تقع أولاً عليه. يجب التوقف عن المراوغة مع لعبة الشرطي الجيد (بينت) والشرطي السيئ (شاكيد).
  • بدلاً من العمل في مجال العلاقات العامة والرحلات الدولية، من الأفضل أن يقوم بينت بالتركيز على تقديم المساعدة اللازمة لهؤلاء الذين يصلون إلى باب البيت، المسؤول هو عنه. عليه أن يوضح للجهات المعنية أن على إسرائيل أن تكون أكثر إنسانية تجاه غير اليهود أيضاً. لا يكفي إعلان الاستيعاب لـ "دوافع إنسانية". يتعين على إسرائيل منح المواطنين الأوكرانيين غير اليهود إقامة موقتة، تشمل تصريح عمل وحقوقاً اجتماعية معينة، بالإضافة إلى تأمين صحي.