التقى وزير الخارجية يائير لبيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء الاثنين في ريغا عاصمة لاتفيا، في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا واحتمال انتهاء المفاوضات بين الدول الكبرى وإيران في فيينا والعودة إلى الاتفاق النووي الذي وُقّع للمرة الأولى في سنة 2015.
في نهاية الاجتماع، قال بلينكن إن الولايات المتحدة تقدّر الجهود التي بذلتها إسرائيل ومحاولات التوسط لإنهاء الغزو الروسي، وأضاف أن روسيا اختارت عدم التمسك بالسبل الدبلوماسية وفضّلت العدوان، ورأى أن أي حلّ، بالنسبة إلى الولايات المتحدة، يجب أن يضمن استقلال أوكرانيا وسلامة أراضيها.
من جهته، قال لبيد إن "إسرائيل تساهم في مساعي الوساطة مع ألمانيا وفرنسا، لكننا نواصل إدانة الغزو الروسي. لا يوجد مبرر لانتهاك السيادة الأوكرانية وقتل مدنيين أبرياء." وتابع لبيد: "بقيادة رئيس الحكومة بينت، تقيم إسرائيل صلة مستمرة مع روسيا ومع الرئيس بوتين، وأيضاً مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي. والهدف واحد، وقف الحرب ومنع المعاناة ووقوع المزيد من الضحايا. لدينا مصالح أمنية حيوية مع روسيا على حدودنا الشمالية، ونحن ملتزمون بأمن وسلامة مئات آلاف اليهود والإسرائيليين في أوكرانيا وروسيا."
ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي إلى فتح ممرات إنسانية آمنة من المدن الواقعة تحت القصف، وحضّ الطرفين على التوصل إلى وقف إطلاق نار يسمح بالمفاوضات. وقال لبيد: "هذه الحرب تذكير لدولة إسرائيل بأن لديها أصدقاء وحلفاء، لكن أمننا يجب أن يبقى دائماً في أيدينا." وبحسب مصدر سياسي إسرائيلي، بلينكن بلّغ لبيد أن الولايات المتحدة تتفهم الموقف الإسرائيلي من غزو أوكرانيا بسبب التدخل الروسي في سورية، وأيضاً بسبب الجاليات اليهودية في روسيا وأوكرانيا.
وبشأن تقدُّم المفاوضات مع إيران في فيينا، قال لبيد: "ليس سراً أن هناك فجوة في المواقف بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن المحادثات مع إيران، لكن لدينا هدف مشترك، هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي." وهذا ما قاله بلينكن أيضاً عندما ذكّر بالتزام الولايات المتحدة عدم حصول إيران على سلاح نووي أبداً.
وأوضح لبيد لبلينكن أن إسرائيل ترى في الاتفاق الذي سيوقَّع بين الدول الكبرى وبين إيران اتفاقاً سيئاً وغير فعال، وأنها ليست مُلزمة به، وتحتفظ لنفسها بحُرية العمل بشتى الوسائل ضد البرنامج النووي الإيراني. وخلال الاجتماع، اتفق بلينكن مع لبيد على القيام بزيارة إلى إسرائيل في وقت قريب.
وكان رئيس الحكومة نفتالي بينت تطرّق إلى الاتصالات الجارية من أجل العودة إلى الاتفاق النووي، في خطاب ألقاه بمناسبة مرور 30 عاماً على وفاة مناحيم بيغن، فقال: "هذه المرة بعكس الماضي، نحن نعمل على بناء قوة كبيرة وسريعة. منذ سنة 2015 وحتى سنة 2019، أعفينا إيران، هذه المرة سنفعل العكس، وسنمضي قدماً. ونحن نستطيع تدفيع إيران أثماناً سريعة ومؤلمة في عقر دارها. أنصح الإيرانيين بوقف نشاطهم في سورية وإخراج قواتهم من هناك. ستدفعون الدم بالدم، ولن نضعف. سنتحرك على الصعيد الاقتصادي لنشرح لكل شركة دولية أن عليها عدم الاقتراب من إيران، وليس لديها ما تفعله هناك."
على صعيد آخر، أعلن رئيس الحكومة ووزيرة الهجرة والاستيعاب تعيين مئير شبيغلر مدير عام الضمان الوطني رئيساً لطاقم مهمته استيعاب الهجرة من أوكرانيا وروسيا، بالتنسيق مع كل الأطراف والوزارات المعنية، ومع الوكالة اليهودية، وسيكون تابعاً لرئيس الحكومة.