تقرير: بينت يواصل وساطته في النزاع الدائر بين روسيا وأوكرانيا ولبيد يلتقي بلينكن في لاتفيا اليوم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

ذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة نفتالي بينت أجرى مساء أمس (الأحد) اتصالاً هاتفياً آخر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفقا خلاله على مواصلة البحث عن تسوية للنزاع الدائر في أوكرانيا.

وجاء هذا البيان في إثر صدور بيان عن الكرملين في موسكو أشار إلى استمرار تبادُل وجهات النظر بين بينت وبوتين بشأن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وإلى أن الزعيمين اتفقا على مواصلة الاتصالات بين بلديهما.

وأفاد بيان ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن بينت أجرى كذلك خلال يوم أمس محادثتين هاتفيتين مع كلّ من المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

من ناحية أُخرى، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية مساء أمس أن وزير الخارجية يائير لبيد سيعقد اجتماعاً مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في لاتفيا بعد ظهر اليوم (الاثنين)، وذلك في سياق محاولة إسرائيل التوسط في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

ويأتي هذا الاجتماع عقب جولة محادثات دبلوماسية أجراها رئيس الحكومة بينت أول أمس (السبت) وتضمنت اجتماعاً مع الرئيس الروسي بوتين في موسكو، ومع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين. وتمت هذه الجولة تلبيةً لطلب من كييف للتوسط.

واستمرت محادثات بينت وبوتين في موسكو 3 ساعات، ثم تحادث هاتفياً مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، ومع الرئيس الفرنسي ماكرون، قبل أن يتوجه إلى برلين، حيث التقى المستشار الألماني شولتس.

وقال بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس، إنه لن يدلي بتفاصيل كثيرة بشأن محادثاته هذه، وأكد أنه سيواصل العمل دبلوماسياً مع الأطراف المعنية، بحسب الحاجة.

واعترف بينت بأن فرص نجاح جهوده في الوساطة قد لا تكون كبيرة، لكنه في الوقت عينه أضاف أنه "طالما هناك نافذة أمل صغيرة ولدينا إمكانية الوصول إلى جميع الأطراف، فمن واجبنا الأخلاقي بذل كل جهد ممكن".

ورداً على تقارير إسرائيلية قالت إن الولايات المتحدة لم ترحب بزيارته إلى موسكو، قال بينت: "سافرت إلى هناك بهدف المساعدة في الحوار بين كل الأطراف، وطبعاً، بمباركة وتشجيع كل اللاعبين. وكما نعلم جميعاً، فإن الوضع الميداني ليس جيداً، والمعاناة الإنسانية كبيرة، وقد تكون أكبر مما هي عليه الآن، وإذا استمرت الأمور في مسارها الحالي، فهناك أيضاً إسرائيليون ينبغي إعادتهم، وجاليات يهودية في ضائقة وبحاجة إلى المساعدة".

وبينما أكد ديوان رئاسة الحكومة أن زيارة بينت إلى موسكو تمت بالتنسيق مع واشنطن والقوى الأوروبية الكبرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المسؤولين الأميركيين شككوا في قدرة بينت على التأثير في تصرفات بوتين.

هذا، ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس عن مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس قولها إن بوتين مصمم على تحقيق أهدافه في أوكرانيا، وأشارت إلى أن هذه الأهداف تشمل ما يسميه بوتين "اجتثاث النازية" وتحقيق حياد أوكرانيا، بالإضافة إلى الاعتراف باستقلال شبه جزيرة القرم ومنطقتي دونيتسك ولوغانسك.

كما نقلت القناة عن المصادر نفسها قولها إن بوتين غير مستعد لمناقشة وقف إطلاق النار، أو وقف العمليات العسكرية في أوكرانيا، وذلك إلى حين نزع السلاح الأوكراني واستسلام كييف.

وأفادت القناة بأن التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن بوتين يعلم بأماكن وجود الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غير أنه يمتنع من استهدافه في هذه المرحلة.

ووفقاً للقناة، فإنه خلال المحادثات التي أجراها بوتين مع كلّ من بينت وماكرون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شدّد على أن روسيا عازمة على تحقيق أهدافها في أوكرانيا، سواء بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية.

وأشارت القناة إلى أن مسؤولاً رفيع المستوى في الرئاسة الفرنسية قال إن الرئيس الفرنسي لمس لدى بوتين تصميماً كبيراً على تحقيق أهدافه، بما في ذلك ما يسميه الرئيس الروسي نزع سلاح أوكرانيا وتحييدها، والاعتراف بشرعية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم واعتبارها أرضاً روسية، والاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا. كما اشترط بوتين، خلال محادثة هاتفية استمرت ساعة مع أردوغان، تطبيق شروط روسيا لوقف إطلاق النار، وأكد أن تعليق العملية الخاصة في أوكرانيا ممكن إذا أوقفت كييف هجماتها واستوفت الشروط الروسية المعروفة. وقال إنه يأمل بأن تتخذ أوكرانيا في الجولة المقبلة من المفاوضات نهجاً أكثر إيجابية، وتأخذ الحقائق الجديدة في الاعتبار.