التسوية البحرية مع لبنان ممكنة هذه المرة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • عاموس هوكشتاين، الوسيط الأميركي الجديد في مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، سيزور هذا الأسبوع الدولتين لإيجاد حلّ للـ 860 كيلومتراً مربعاً التي تشكل موضع خلاف بحري بينهما.
  • المحادثات الأخيرة في رأس الناقورة توقفت، في الأساس بسبب مطالبة لبنان بإضافة 1460 كيلومتراً مربعاً إلى مطلبه الأصلي. طبعاً، إسرائيل رفضت ذلك. ونجح هوكشتاين في إقناع الطرفين بالعودة إلى طاولة النقاشات التي جرت هذا الأسبوع، على ما يبدو.
  • ظاهرياً، يبدو أن الظروف الناشئة مؤاتية للتوصل إلى حلّ. ولكي تصبح مطالبة لبنان رسمية كان يتعين على لبنان تقديمها إلى الأمم المتحدة ممهورة بتوقيع رئيس الجمهورية ميشال عون. لكن الرئيس اللبناني رفض ذلك، وبهذه الطريقة أتاح العودة إلى طاولة النقاشات. ثمة خطوة أُخرى قام بها الرئيس هي استبدال ممثل الجيش اللبناني في المحادثات، والمعروف بمواقفه المتصلبة.
  • حلّ الأزمة الحادة في الطاقة في لبنان لا يظهر في الأفق، على الرغم من أن إيران أرسلت إليه 4 سفن محملة بالنفط، وعلى الرغم من تعهُّد مصر نقل مساعدة عن طريق الأردن وسورية. استخراج الغاز في مقابل الشواطىء اللبنانية، في إطار اتفاق مع إسرائيل، يقدم حلاً شاملاً وبعيد الأمد لأزمة الطاقة.
  • مغادرة سعد الحريري الساحة السياسية، واتهامه حزب الله وإيران علناً بكل ما يعانيه لبنان يحدّ من قدرة الحزب على الاستمرار في معارضته التوصل إلى حلّ مع إسرائيل. بعد أشهر، ستجري في لبنان انتخابات نيابية عامة، والرئيس عون مهتم بتقديم إنجاز على صورة حلّ لأزمة راهنة، مثل أزمة الطاقة، على أمل أن هذا سيعبّد الطريق أمام صهره جبران باسيل للحلول محله في رئاسة الجمهورية.
  • وفي الواقع، هناك شروط ملائمة للتوصل إلى تسوية، لكن الطرف اللبناني يتخوف من نيات خفية لإسرائيل، وأن تستغل المحادثات للتقدم في تطبيع العلاقات بين الدولتين. وقد زادت ثرثرتنا في التخوف اللبناني. لذا، فإن مهمة هوكشتاين لن تكون سهلة. مؤخراً، انتشر خبر لم يظهر أي تأكيد رسمي له، يمكنه تبديد التخوف اللبناني، وذلك من خلال اقتراح أساسي: بدلاً من تقسيم المنطقة المختلَف عليها بين لبنان وإسرائيل، الأمر الذي يمكن أن يخلق مشكلات تقنية وإدارية مستقبلاً، تقوم الشركات الدولية باستخراج الغاز البحري من المنطقة المختلَف عليها، وهي التي توزع الغاز بين إسرائيل ولبنان، بحسب خطة تقسيم وضعها أول وسيط أميركي، فريدريك هوف. بحيث ينال لبنان 55% من الغاز والباقي يذهب إلى إسرائيل.
  • لقد سبق أن أعلنت إسرائيل أنها تقبل تقسيم هوف. وإذا تراجع لبنان عن مطالبته بمنطقة إضافية تمسّ بحقل كاريش، الموجود داخل الأراضي الإسرائيلية [بحسب ادعاء إسرائيل]، وفي ضوء الظروف الحالية، ثمة فرصة معقولة في أن نرى تسوية لبنانية – إسرائيلية.
  • التدخل الأميركي في هذه المرحلة مهم للغاية. هوكشتاين الذي قام بخدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي، يُعتبر أحد الخبراء الأميركيين في مجال الطاقة، وهذه ميزة تساعد في الدفع قدماً بحلّ. وبهدف عدم إحباط الجهود التي تُبذل في هذه المرحلة، يتعين على الناطقين الإسرائيليين الامتناع من الإدلاء بأي تصريح بشأن موضوع المحادثات على الحدود من أجل عدم إحراج الطرف اللبناني، وعدم استدعاء ضغوط داخلية تمنع التوصل إلى الحلّ. إذا أراد اللبنانيون التعبير عن قضاياهم الداخلية فهذه مشكلتهم. في رأيي، في الظروف الحالية، نحن قريبون من الحل أكثر من أي مرة. وإذا تكللت المحادثات بالنجاح، فإنه سيكون إنجازاً سياسياً مهماً بالنسبة إلينا.