التقرير السنوي لـ"معهد أبحاث الأمن القومي": التهديدات المركزية الثلاثة الماثلة أمام إسرائيل وهي النووي الإيراني والساحة الفلسطينية والساحة الداخلية أصبحت في مستوى خطورة مشابه
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • تفتقر دولة إسرائيل إلى مفهوم استراتيجي شامل وثابت وذي رؤية بعيدة حيال سلسلة التحديات التي تقف أمامها، بدءاً من التحدي النووي في إيران وحتى التهديدات من الداخل. هذا ما يدّعيه باحثو "معهد أبحاث الأمن القومي" [في جامعة تل أبيب] في التقرير السنوي بشأن وضع الدولة الاستراتيجي، والذي قدموه إلى رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ هذا الأسبوع.
  • وكما في كل عام، أشار المعهد هذه المرة أيضاً إلى أن إيران، التي تواصل سعيها للوصول إلى دولة عتبة نووية، تقف في مركز التحديات الماثلة أمام إسرائيل، وأصبحت تحت تصرفها كل القدرات اللازمة للانطلاق نحو قنبلة نووية في مدى زمني قد لا يتجاوز أسابيع، بحسب باحثي المعهد. وإلى جانب امتلاكها السلاح النووي، ستواصل إيران جهودها لبناء قدرات عسكرية مجاورة للحدود مع إسرائيل، من خلال تفعيل قوات تعمل تحت رعايتها وتسليحها بالصواريخ والقاذفات الصاروخية والطائرات المسيّرة والأسلحة الدقيقة.
  • لكن على الرغم من كل هذه التهديدات الآتية من إيران، يعتقد الباحثون أنه بخلاف سلّم التهديدات الذي عرضه المعهد في الأعوام الأخيرة، فإنه في العام القريب ستكون التهديدات المركزية الثلاثة وهي النووي الإيراني، والساحة الفلسطينية، والساحة الداخلية في إسرائيل، في مستوى خطورة مشابه. وبناء على ذلك، فإن التحدي المركزي الماثل أمام دولة إسرائيل ومؤسسات الحكم فيها هو التصدي لهذه التحديات بالتوازي.
  • إن الساحة الفلسطينية، بحسب ما يعتقد باحثو المعهد، ليست ساحة ثانوية يمكن احتواؤها بخدع عابثة تتمثل في "تقليص النزاع". وإن غياب حلّ في الأفق للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وفقاً للتقرير، هو تهديد خطر لهوية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، ولمكانتها في الساحة الدولية. وبموجب موقف هذا المعهد، الذي يترأسه البروفيسور مانويل تراختنبرغ، وثمة شخصيات مركزية بين باحثيه تولت مناصب رفيعة المستوى مسؤولة عن أمن الدولة في الأعوام الأخيرة، مثل رئيس هيئة الأركان العامة السابق غادي أيزنكوت، ورئيس هيئة الأمن القومي السابق مئير بن شبات، وشخصيات بارزة أُخرى من المؤسسة الأكاديمية، فإن الوضع الأمني في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يقف على حافة الغليان، وذلك على خلفية مشكلة الحوكمة وضعف مكانة السلطة الفلسطينية ميدانياً. وقد تصل هذه السلطة إلى وضع انعدام الأداء. ويقدّرون في المعهد أن هذا الأمر من المتوقع أن يتفاقم في السنة القريبة، إذ إن أجزاء في المجتمع الإسرائيلي، وأساساً من الجيل الشاب، أصبحت تدفع بفكرة الدولة الواحدة إلى الأمام.
  • على الصعيد الدولي، أعرب الباحثون عن قلقهم جرّاء النقد اللاذع المتعاظم تجاه إسرائيل، بينما تواجه الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس جو بايدن صعوبات جمّة في حماية المصالح الإسرائيلية. وفي ظل هذا الواقع، يعتقد المعهد أن الخطر يتعاظم لاتخاذ إجراءات قضائية ضد إسرائيل وتعريفها كدولة أبارتهايد.
  • إلى جانب الساحة الفلسطينية، يشدد الباحثون بصورة خاصة على التهديدات في الساحة الداخلية: الاستقطاب داخل المجتمع اليهودي، والتآكل في الثقة بمؤسسات الدولة، ومشاكل الحوكمة القاسية التي وجدت تعبيرها في أثناء عملية "حارس الأسوار" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها ضد قطاع غزة [في أيار/مايو 2021].
  • حيال هذه التهديدات، يشير الباحثون إلى وجود فجوات في الجهوزية لمواجهة سيناريوهات حرب متعددة الجبهات وكثيرة الإصابات، إذ سيكون هناك، بالتوازي، أحداث عنف بين العرب واليهود واضطرابات خطِرة في المدن المختلطة. ويؤكد الباحثون أن هذا تهديد خطر لأمن إسرائيل يتعاظم أكثر فأكثر، في ضوء ضعف الشرطة الإسرائيلية ونشوء جيوب عديمة السيطرة.
  • بحسب التقرير، أيضاً ثمة تغيير مُقلق في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويرِد فيه أن "تعلُّق إسرائيل بدعم الولايات المتحدة مستمر، لكن المساعدة التي يمكن لواشنطن أن تقدمها لإسرائيل تتآكل بسبب الاستقطاب الداخلي في الولايات المتحدة، وبسبب تركيز الاهتمام الأميركي على المشاكل الداخلية والصراع مع الصين". على هذه الخلفية، يدّعي المعهد أن هناك تراجعاً في استعداد الإدارة الأميركية لأن تكون مُنصتة للمصالح والحاجات الإسرائيلية حيال إيران، لكن أيضاً حيال المسألة الفلسطينية.
  • في قسم التوصيات، كتب باحثو المعهد أن إسرائيل ملزمة بتغيير سلّم الأولويات الوطني، والتركيز على إعادة الحوكمة ورأب الصدوع في المجتمع الإسرائيلي. ويوصي الباحثون ببلورة استراتيجيا محدثة تتلاءم مع التحديات، وبإقامة أجهزة تخطيط وعمل مشتركة للوزارات الحكومية المتعددة.
  • وفيما يتعلق بمواجهة إيران، يوصي المعهد ببلورة سياسة قائمة على التصدي لواقع اتفاق نووي، وكذا لواقع من دون اتفاق، بموازاة إعداد خيار عسكري مع تفضيل أن يتم ذلك بالتنسيق مع الأميركيين، ومواصلة النشاطات ضد إيران في إطار المعركة بين الحروب، وذلك بهدف منع تموضع طهران وحلفائها بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
  • في الساحة الفلسطينية، يوصي الباحثون بالعمل على خطوات سياسية غايتها تعزيز السلطة الفلسطينية، وتحسين نسيج الحياة المدني في مناطق الضفة الغربية. في المقابل، ورد في التقرير أنه يجب الامتناع من اتخاذ أي خطوات من شأنها دفع واقع الدولة الواحدة إلى الأمام.