من الأفضل لإسرائيل أن تفشل المحادثات النووية مع إيران
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • تتواصل المحادثات في فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي العائد إلى سنة 2015. كل الاحتمالات المطروحة على طاولة المحادثات هي سيئة بالنسبة إلى إسرائيل. التوصل إلى اتفاق "جيد" يغلق فعلاً الطريق أمام إيران للحصول على قدرة لإنتاج سلاح نووي، لم يعد مطروحاً على جدول الأعمال. الموقف الأميركي هو الحاجة إلى العودة إلى الاتفاق القديم من دون تغييرات. وهذا احتمال خطر لأنه يعبّد الطريق أمام إيران للحصول على قدرة لإنتاج كميات كبيرة من القنابل من خلال تخصيب أقل. وذلك من دون رقابة حقيقية على نشاطاتها، ومن دون فرض قيود على مساعيها لتطوير صواريخ تُستخدم في حمل قنابل نووية، ومن دون الحاجة الحالية إلى تخطّي عتبة إشكالية، هي إمكانية أن تقوم إسرائيل والولايات المتحدة بإفشال مساعيها للحصول على قدرة إنتاج قنبلة واحدة.
  • ... علاوة على ذلك، رفع العقوبات عن إيران سيضع في متناولها موارد اقتصادية هائلة تسمح لها بتوسيع نطاق جهودها لترسيخ هيمنتها على أجزاء واسعة من الشرق الأوسط. العودة إلى الاتفاق القديم ستضر بحُرية عمل إسرائيل من أجل عرقلة التقدم الإيراني نحو سلاح نووي. ولقد أوضحت إسرائيل أنها ليست ملزمة بالاتفاق الذي لم تكن طرفاً فيه، لكن شبكة علاقاتها مع الولايات المتحدة ستجبرها على كبح عملياتها.
  • الإمكانات الأُخرى المطروحة على النقاش في فيينا هي العودة إلى الاتفاق وفق الشروط الإيرانية (تعهُّد الولايات المتحدة بعدم الانسحاب من الاتفاق في المستقبل، ورفع كل العقوبات التي فُرضت على إيران عند توقيع الاتفاق)، أو اتفاق موقت تُرفع بواسطته العقوبات في مقابل تجميد وتيرة البرنامج النووي، وتوقُّف إيران عن تكديس كميات جديدة من اليورانيوم المخصب. هذه الاحتمالات هي أكثر خطراً بالنسبة إلى إسرائيل من الاحتمال المفضل للولايات المتحدة الذي يشكل خطراً هو أيضاً بالنسبة إلى إسرائيل والعرب والمعسكر البراغماتي في المنطقة.
  • في ظل هذا الواقع، الخيار المفضل بالنسبة إلى إسرائيل هو فشل المحادثات، ومعناه استمرار العقوبات على إيران... صحيح أن إيران في مثل هذا الوضع ستحاول مواصلة تقدُّمها نحو الحصول على قدرة لإنتاج عدد قليل من القنابل النووية، لكن هذا سيجري تحت التهديد بعملية عسكرية إسرائيلية أو أميركية، وتحت ضغط اقتصادي يمكن أن يفاقم حالة عدم الاستقرار الداخلي في إيران.
  • ... المطلوب اتفاق مختلف تماماً يضمن عدم حصول إيران على قدرة لإنتاج سلاح نووي. من أجل تحقيقه، يتعين على الولايات المتحدة زيادة الضغط على إيران كي تكشف التقدم الذي حققته في برنامجها النووي العسكري وتقديم معلومات تتعلق بمنشآت لم يُكشَف عنها، وبكميات اليورانيوم غير المعروفة. فقط اتفاق يضمن عدم قدرة طهران على إنتاج سلاح نووي هو اتفاق له أهمية. مثل هذا الاتفاق يجب ألّا يتضمن مواعيد لانتهاء القيود على البرنامج النووي الإيراني، وأن يسمح بالرقابة في أي مكان وأي وقت، بما في ذلك مراقبة عمل العلماء الإيرانيين، ويفرض تفكيك منشأة فوردو النووية تحت الأرض، والمخصصة لأغراض عسكرية، وكبح تطوير إيران للصواريخ.
  • تواصل حكومة إيران التهديد بتدمير إسرائيل وتمويل الإرهاب في شتى أنحاء الشرق الأوسط، وهي بذلك تنتهك ميثاق الأمم المتحدة بصورة صارخة. ليس هناك أي مبرر لرفع العقوبات وفتح الطريق أمامها للحصول على قدرات إنتاج ترسانة من السلاح النووي. منع إيران من الحصول على قدرة نووية أمر ممكن وحاسم. للأسف الشديد، ثبت أن الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه سابقاً يسمح للنظام الإيراني بالمضي قدماً في البرنامج النووي وتوسيع نطاق نفوذها الإقليمي بدلاً من كبحه.
  • في ضوء هذا كله، يتعين على إسرائيل مواصلة جهودها، وأن توضح للولايات المتحدة أنه ليس عليها التمسك باتفاق سيئ مع إيران وقبول مماطلة الأخيرة، بينما تواصل تقدُّمها نحو الحصول على قدرة تمكّنها من إنتاج عدد من القنابل النووية. وفي الواقع، إيران نفسها جعلت العودة إلى الاتفاق الأصلي غير ممكنة. الوقت ينفذ، ومن أجل منع إيران من إنتاج سلاح نووي، يتعين على الولايات المتحدة زيادة الضغط على نظام الملالي المتشدد، بما في ذلك تهديد بعملية عسكرية موثوقاً به. في المقابل، على إسرائيل تسريع استعداداتها لتطوير قدرات تُمكّنها من تحييد البرنامج الإيراني ومواجهة الردود المنتظرة على مثل هذه العملية.