تحقيق جديد: الشرطة الإسرائيلية تستخدم برامج تجسس تابعة لشركة NSO عشرات المرات سنوياً للتجسس على مشتبه بهم في قضايا جنائية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

ما زال التحقيق الذي نشره ملحق "كالكاليست" الاقتصادي التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أول أمس (الثلاثاء) وكشف النقاب عن أن الشرطة الإسرائيلية تستخدم برنامج التجسس "بيغاسوس" التابع لشركة السايبر الإسرائيلية الهجومية  NSOلاختراق هواتف خليوية للسكان المدنيين بمن في ذلك أشخاص غير متورطين في قضايا جنائية من دون استصدار أمر من المحكمة وفي إطار عملية تحقيق غير معلنة، يثير ردات فعل مختلفة.

فقد ذكرت صحيفة "هآرتس" أن تحقيقاً داخلياً في جهاز الشرطة الإسرائيلية أظهر أن الشرطة تستخدم برامج تجسس تابعة لشركة NSO عشرات المرات سنوياً للتجسس على مشتبه بهم في قضايا جنائية. وتعقيباً على ذلك قالت مصادر مسؤولة في الشرطة إنها تحصل على موافقة قضائية عند إقدامها على أي إجراء من هذا القبيل.

وذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن تُعرض نتائج هذا التحقيق الداخلي لدى الشرطة على كل من المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، ووزير الأمن الداخلي.

ووفقاً للصحيفة دأبت الشرطة في الأعوام الأخيرة على تقديم آلاف طلبات التنصت على المكالمات الهاتفية سنوياً إلاّ إن ادعاءات الشرطة تشير إلى أنه يتم استخدام برنامج NSO في عدد صغير نسبياً من هذه الحالات.

ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في الشرطة أن الشرطة استخدمت البرنامج في الأشهر الأخيرة في حالتين: الأولى، قضية قتل في المجتمع العربي جرى فك رموزها من طريق التنصت على مكالمات هاتفية. والثانية، قضية فساد في سلطة محلية ما زالت قيد التحقيق وتتضمن شبهات بتلقي رشوة.

وادعت مصادر مسؤولة في الشرطة أن الشرطة تستخدم مثل هذه الوسائل التكنولوجية لأغراض التنصت فقط وليس لاستخراج وسحب المعلومات من الهواتف الخليوية وهي سمة يتمتع بها برنامج "بيغاسوس" الذي يتيح لمشغله إمكان السيطرة الكاملة على جهاز المستهدف بما في ذلك الميكروفون والكاميرا بالإضافة إلى إمكانية الدخول إلى الملفات المحذوفة.

من ناحية أُخرى كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية 12 أن شركة NSO زودت جهاز الشرطة ببرنامج تجسس على غرار برنامج "بيغاسوس" يتيح لها إمكان الالتفاف على القانون الإسرائيلي الذي لا يسمح لأجهزة إنفاذ القانون بالتنصت على متهمين بقضايا جنائية. وأضافت القناة أن الشرطة تحقق في هذه الأثناء في جميع الحالات التي استخدمت فيها برامج التجسس التابعة لـNSO، كما أنها تعمل للتأكد مما إذا كانت أي عمليات تجسس باستخدام البرنامج تم إجراؤها وفقاً لقانون التنصت على المكالمات الهاتفية والذي يتطلب استصدار أمر بهذا الشأن من رئيس محكمة مركزية أو من نائبه.