تحت جنح الظلام، الشرطة الإسرائيلية تخلي عائلة فلسطينية من منزلها في الشيخ جرّاح
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

ذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية أن الشرطة قامت فجر أمس (الأربعاء) بهدم منزل عائلة صالحية الفلسطينية بعد إخلائها منه في حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية واعتقلت 18 فلسطينياً وناشطاً إسرائيلياً في المكان.

وهذه هي أول عملية إخلاء في حي الشيخ جرّاح منذ سنة 2017. وكانت المعركة ضد الإخلاء في هذا الحي في أيار/مايو الماضي عاملاً رئيسياً في تصاعد التوتر الذي تسبب باندلاع حرب قصيرة بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، بالإضافة إلى اندلاع أعمال عنف وشغب في الضفة الغربية وبين صفوف السكان العرب في إسرائيل ولا سيما في المدن المختلطة. كما أن خطة الإخلاء أثارت إدانات شديدة من طرف الفلسطينيين ودبلوماسيين أوروبيين وأعضاء كنيست في اليسار الإسرائيلي. وأكد أهالي الحيّ أن الإخلاء جزء من محاولة أكبر من جانب إسرائيل لمحو الوجود الفلسطيني في القدس الشرقية.

وتعقيباً على عملية الإخلاء والهدم قال عضو الكنيست موشيه راز من حزب ميرتس إن الشرطة تصرفت مثل اللصوص حيث وصل أفرادها تحت جنح الظلام لإخلاء عائلة صالحية وقذفهم إلى الشارع في أجواء طقس شديد البرودة.

يذكر أن بلدية القدس أعلنت سنة 2017 نيتها مصادرة الأرض بحجة بناء مدرسة ما أثار معركة قضائية مع عائلة صالحية. وفي السنة الماضية قضت المحكمة المركزية في القدس لصالح البلدية لكن العائلة استمرت في الطعن في الإخلاء.

وكانت الشرطة حاولت إخلاء العائلة يوم الاثنين الماضي لكن العائلة تحصنت داخل منزلها، وهدّد رب العائلة محمد صالحية وهو يحمل عبوة بنزين على سطح المنزل بإضرام النار في نفسه وحرق المنزل معه. وقال صالحية في مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي: "لن نخرج من المنزل، إمّا الحياة وإمّا الموت. سوف أحرق نفسي بالبنزين". وتراجعت الشرطة في وقت لاحق لكن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاق نهائي.