توقع البروفيسور عيران سيغال، وهو خبير صحي من "معهد فايتسمان للعلوم" في رحوفوت [وسط إسرائيل] يقدم المشورة إلى الحكومة الإسرائيلية، أن يُصاب واحد من بين كل ثلاثة أو أربعة إسرائيليين بمتحور فيروس كورونا "أوميكرون" خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، وحذّر من أن معظمهم لن يعرف أنه مصاب، لأن معدات فحوصات كورونا آخذة بالنفاد في البلد.
وجاءت توقعات هذا الخبير في سياق تقرير رسمي بشأن فيروس كورونا تم تسليمه إلى الحكومة، وفي سلسلة من المقابلات الصحافية التي أكد فيها أنه يقدّر بأن 2-4 ملايين من إجمالي سكان إسرائيل، البالغ عددهم 9.5 مليون نسمة، سينتهي بهم الأمر بالإصابة بـ"أوميكرون"، لكن عدد الحالات الخطرة لن يتجاوز الرقم القياسي الحالي، البالغ نحو 1200.
وقال سيغال أيضاً إن من المتوقع أيضاً أن ينهار جهاز الفحوصات. وأضاف: "إن ما سيحدث هو مثلما يحدث في جميع أنحاء العالم، إذ إن القيود التي نجحت إلى حد ما ضد المتحورات الأُخرى ستكون، ببساطة، غير فعالة ضد ’أوميكرون’ ولن يأتي التوقف إلا عندما يصاب كل شخص يمكن أن يصاب بالعدوى"، وتوقع أن يستغرق الأمر نحو 3 أسابيع قبل أن تبدأ الأرقام بالانخفاض.
وكان المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية البروفيسور نحمان آش أكد في وقت سابق أمس أن إسرائيل يمكن أن تصل إلى "مناعة القطيع"، على الرغم من أن الثمن سيكون أعداداً كبيرة جداً من الإصابات.
وأظهرت أرقام وزارة الصحة، التي نُشرت صباح أمس، أنه تم تأكيد 4197 إصابة جديدة بالفيروس، وهو رقم يمثل انخفاضاً في عدد الفحوصات في نهاية الأسبوع، مع ارتفاع معدل الفحوصات الإيجابية إلى 4.57%. وقد سجلت حالات الإصابة اليومية بالفيروس ارتفاعاً حاداً، من 1000 حالة قبل نحو 10 أيام إلى نحو 5500 حالة يوم الجمعة الماضي، بينما ضاعف عدد الحالات النشطة نفسه 3 مرات في غضون أسبوع ووصل إلى 31.958 حالة.
ومع ذلك، شهدت حالات الإصابة الخطرة بالفيروس ارتفاعاً أكثر اعتدالاً، من 77 حالة في 22 كانون الأول/ديسمبر الفائت إلى 110 حالات حتى يوم أمس. وظلت حصيلة الوفيات ثابتة عند 8244 وفاة، إذ سُجلت 4 حالات وفاة بكورونا منذ 21 كانون الأول/ديسمبر.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة أمس، إنه سيكون هناك قريباً عشرات الآلاف من الإصابات اليومية. وأشاد بقيود السفر الواسعة النطاق التي فُرضت في الأسابيع الأخيرة، قائلاً إنها أخّرت وصول "أوميكرون"، ومكّنت إسرائيل من دراسة تفشّي المرض في جنوب أفريقيا وبريطانيا والولايات المتحدة وأماكن أُخرى، ورؤية المستقبل بشكل فعال.
وأضاف بينت: "إن هدفنا دائماً هو نفس الهدف: تمكين الاقتصاد من العمل على أكمل وجه ممكن، مع حماية الفئات الأكثر ضعفاً بيننا"، مشيراً إلى أن الحكومة تناقش الحلول المحتملة للضغط الشديد على مواقع الفحوصات والتبليغ عن نقص في معدات فحوصات كورونا. كما أشار إلى أن إسرائيل قد تحتاج إلى تغيير المعايير بشأن الأشخاص الذين سيكون بإمكانهم إجراء فحوصات بسبب النقص في الفحوصات، وهي ظاهرة قال إنها تحدث في جميع أنحاء العالم.