التقى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أمس (الخميس) الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، حيث ناقشا التهديد الإيراني ومحاولات إسرائيل التوصل إلى اتفاق مع حركة "حماس" في غزة.
وذكرت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه في الشأن الإيراني تحدث لبيد والسيسي عن برنامج طهران النووي والتهديد الذي يمثله دعمها للجماعات المسلحة التي تعمل بالوكالة عنها. كما قدّم لبيد رؤيته فيما يتعلق بقطاع غزة، والتي من شأنها تقديم حوافز اقتصادية في مقابل وقف هجمات حركة "حماس"، وناقش قضية الإسرائيلييْن وجثتيْ الجنديين الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة في القطاع.
وأضافت هذه المصادر نفسها أن محادثات السيسي ولبيد شملت أيضاً مواضيع أُخرى، مثل محاربة "الإرهاب"، والإجراءات التي تتخذها إسرائيل لتعزيز السلطة الفلسطينية، ومستقبل العلاقات الثنائية بين إسرائيل ومصر والرغبة في توسيع التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والزراعة والتجارة.
وقال لبيد في بيان صادر عنه بعد الاجتماع: "إن مصر شريك استراتيجي مهم بصورة خاصة لإسرائيل. هدفي تعزيز علاقاتنا الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية مع مصر. من المهم مواصلة العمل من أجل السلام بين البلدين. أشكر الرئيس السيسي، الذي كانت مساهمته في المنطقة والعلاقات بيننا ذات أبعاد تاريخية، على كرم الضيافة، وعلى هذا اللقاء الدافئ والمفتوح".
وأضاف البيان أن لبيد قدّم إلى السيسي قطعاً أثرية مصرية مسروقة تم تهريبها إلى إسرائيل واحتفظت بها سلطة الآثار الإسرائيلية.
وعقد لبيد في وقت لاحق أمس اجتماعاً مع وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وتُعتبر زيارة لبيد إلى القاهرة جزءاً من سلسلة اتصالات مكثفة رفيعة المستوى جرت مؤخراً بين إسرائيل ومصر. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان صادر عنها، على أعتاب الزيارة، أنه من منظور سياسي - أمني يُعدّ تعزيز العلاقات الإسرائيلية- المصرية مصلحة مهمة للغاية لدولة إسرائيل. وأكد البيان أن زيارة الوزير هي استمرار مباشر للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية في استخدام المصالح المشتركة كوسيلة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وكان لبيد التقى شكري في تموز/يوليو الفائت عندما كانا في بروكسل لحضور مؤتمر الاتحاد الأوروبي. كما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت عقد لقاءً مع السيسي في شرم الشيخ المصرية في أيلول/سبتمبر الماضي، في أول قمة من نوعها بين الزعيمين، المصري والإسرائيلي، منذ أكثر من عقد. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أفادت تقارير أن الرئيس الجديد لجهاز الأمن العام ["الشاباك"] رونين بار، ومستشار بينت لشؤون الأمن القومي إيال حولتا، سافرا إلى مصر لإجراء محادثات بشأن قطاع غزة.