إسرائيل تشتري سلاحاً بمليارات الدولارات لمواجهة احتمال شن هجوم على إيران
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • التشاؤم يسود إسرائيل إزاء نتائج المحادثات النووية بين طهران والدول الكبرى في ڤيينا، والتي استؤنفت هذا الأسبوع، بعد توقُّف استمر خمسة أشهر، وبعد أداء الرئيس الإيراني الجديد في الجمهورية الإسلامية اليمين. وسواء في القدس أم في الكرياه [مركز هيئة الأركان العامة للجيش] يجري الاستعداد بجدية لاحتمال البقاء وحدنا في مواجهة التحدي. بين معضلة حصول الإيرانيين على قنبلة نووية وبين معضلة القصف، نحن نقترب أكثر من أي وقت مضى من الثانية - على الرغم من وجود مسافة زمنية معينة، وقيود دبلوماسية وعسكرية.
  • في هذه الأثناء يكثّف الجيش استعداداته لمواجهة هذا الاحتمال، في الأساس من خلال تدريبات سلاح الجو وجمع المعلومات الاستخباراتية، ويبدو أن اللجنة الوزارية للمشتريات العسكرية اجتمعت يوم الإثنين الماضي، وبقيادة وزير الدفاع بني غانتس وافقت على شراء 12 طوافة "سوفر يعسور" من طراز CH-53K، وشراء مخزون إضافي من المنظومة الاعتراضية القبة الحديدية. هذا بالإضافة إلى الطلب الذي وافق عليه الأميركيون قبل شهرين بملياريْ دولار، وإبرام عقد جديد لشراء قنابل وذخيرة دقيقة من أنواع مختلفة لسلاح الجو بكميات كبيرة. بالاستناد إلى وثيقة رسمية مصنفة "سري جداً"، تحت عنوان "الحلقة الثالثة"، بلغت التكلفة الإجمالية لهذه المشتريات 5 مليارات شيكل.
  • يدل كل هذا على جدية تعامُل إسرائيل مع الموضوع، بعد أعوام حوّل فيها الجيش الإسرائيلي الموارد من الاستعداد للهجوم إلى تحسين سلاح البر والاستخبارات، انطلاقاً من تقدير استخباراتي استند إلى اتفاق الدول الكبرى مع إيران، مفاده أن في الإمكان القيام بذلك من خلال إدارة محسوبة للمخاطر، والحرص على تلبية حاجات الجيش الأكثر إلحاحاً.
  • كما هو معلوم، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في كانون الأول/ديسمبر 2018، ومن المثير للاستغراب كيف أن إسرائيل لم تُسرّع منذ ذلك الحين وضع خطط للهجوم كي تُظهر جديتها وتوضح أن الخيار العسكري مطروح فعلاً على الطاولة. في هذا السياق، تقول مصادر رفيعة جداً في هيئة الأركان العامة للجيش أنهم فهموا الدرس، وحتى لو نجحت الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق جيد (واحتمالات ذلك ضئيلة)، فإنهم لن يتوقفوا عن الإعداد لهجوم عسكري.
  • في حال حدوث ذلك، هناك سؤالان مركزيان: هل الأميركيون سيكونون معنا في العملية بحد ذاتها أم لا، هل سيدعموننا مثلاً بمساعدة أمنية خلال الحرب أو بعدها؟ فيما يتعلق بالسؤال الأول، في ضوء سلوك إدارة بايدن في المنطقة، يبدو أن معقولية المشاركة في العملية أقل من الماضي. بالنسبة إلى التأييد في هذه المرحلة من الاستعدادات، فهو حيوي جداً إذا جرى التوضيح من دون أي لبس أن الإيرانيين هم الذين دفعوا إسرائيل ولم يكن هناك خيار آخر.
  • سؤال مركزي آخر: هل سيدخل حزب الله في المعركة في مواجهة إسرائيل، وإذا حدث ذلك، فبأي حجم؟ في الماضي كان الجواب حاسماً، بالتأكيد سيدخل وبكل قوته، من أجل هذا وظّف الإيرانيون في هذا الحزب الذي لديه قدرات جيش تبلغ نحو مليار دولار سنوياً.
  • لكن الآن، وفي ضوء حقيقة أن نصر الله لا يرى نفسه وكيلاً عن إيران وواقعاً تحت وصايتها، بل زعيماً إقليمياً، وبسبب التطورات الداخلية التي يشهدها لبنان الذي يوشك على الانهيار والصراع على السيطرة الذي يغرق فيه الحزب، تعتقد أطراف في المؤسسة الأمنية أنه لن يسارع إلى الدخول في مثل هذه الحرب، على الرغم من أنه سيُلحق ضرراً كبيراً بإسرائيل، لكنه سيضحي بدولة لبنان وبتنظيمه كله. وبسبب الضرر الكبير الذي سيحدث هنا، فإن إسرائيل ستكون شديدة القسوة تجاهه.
  • في هذا الإطار تواجه المؤسسة السياسية - الأمنية معضلة هي كيفية شرح الموضوع للجمهور، وخصوصاً الضرر الذي سيلحق بالجبهة الداخلية مع سقوط نحو 2500 صاروخ يومياً وتدمير 100 منشأة في اليوم، وذلك بحسب التحديثات التي قُدمت إلى اللجنة الوزارية للجبهة الداخلية التي اجتمعت مؤخراً، والتدريبات على سيناريوهات مختلفة في الجبهة الداخليةـ وكل هذا يمكن أن يولد توتراً وقلقاً، ويزيد في شراسة العدو.
  • يتعامل كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي مع سيناريو دخول حزب الله إلى المعركة بعد هجوم على إيران كاحتمال معقول أكثر، لكن من دون معرفة حجمه. هذا هو السبب الذي يشتري الجيش من أجله المزيد من منظومات القبة الحديدية... فحتى الآن، لدى الجيش 9 بطاريات من القبة الحديدية وينقصه عدد من البطاريات لنشرها بصورة دائمة، وهذا ما وافقت عليه الحكومة في ميزانية الدولة. في هذا السياق، يدّعون في الجيش أن المستوى السياسي - نتنياهو وكل وزراء الدفاع - كان على معرفة بالفجوة وقرر عدم تمويل المشروع.
  • بالإضافة إلى عمليات الشراء المكثفة لاستكمال الاستعدادات لإمكان مواجهة مع إيران، أجرى الجيش في الأشهر الأخيرة عدداً كبيراً من التدريبات لتحسين جهوزية وكفاءة وحداته في المعركة المقبلة، وشاركت في التدريبات قوات من الجيش النظامي والاحتياطيين من كل الأذرع، وجرى التدريب على محاكاة قتال متعدد الأذرع مكثف ومتواصل، بالإضافة إلى التدريب العملاني على المستوى اللوجستي في القيادة وعلى الأرض. وبعد تأجيل تدريب "شهر الحرب"، الذي خطط له الجيش، بسبب عملية "حارس الأسوار"، تقرر التخطيط مجدداً للتدريبات السنوية في الجيش، بالإضافة إلى التدريبات لتحسين كفاءة الجيش في حرب تدور على كل الجبهات.
  • في الأشهر الأخيرة فقط جرى تدريبان على مستوى هيئة الأركان العامة، تدريب "جبهة داخلية وطنية"، وتدريب سيبراني، و4 تدريبات للفرق، وتدريبات على التعاون الدولي، و9 تدريبات للألوية. كما تدربت قوات الأسطول الأميركي الخامس مع سلاح البحر الإسرائيلي، وقوات المارينز مع سلاح البر، في مناورة "علم أزرق"، وهي مناورة جوية واسعة النطاق تدربت فيها 8 دول على التعاون مع بعضها البعض.