اعتقدت أن وزير الصحة من حركة ميرتس سيوافق على بناء مستشفى في سخنين. فهل أخطأت؟
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- طوال 3 أعوام ناضلنا معاً، المواطنون العرب في إسرائيل ومعسكر الوسط – اليسار ضد بنيامين نتنياهو. وبصورة غير مسبوقة، في العقدين الأخيرين رشحت القائمة المشتركة بني غانتس مرتين رئيساً للحكومة، وبفضل ذلك لم يتمكن نتنياهو من التأليف. هذا الموقف الحازم أدى إلى انشقاق القائمة المشتركة نتيجة الاتفاقات بين حزب راعام ونتنياهو. وللمرة الثالثة رشحت القائمة المشتركة يائير لبيد على الرغم من أننا كنا نعلم بأن هناك فرصة كبيرة في أنه سيمرر المنصب إلى نفتالي بينت - وكل هذا من أجل استبدال نتنياهو.
- بالنسبة إلينا، هذا الاستبدال كان فقط خطوة في النضال من أجل ديمقراطية حقيقية، لكن بالنسبة إلى معسكر اليسار، القضية الأساسية ليست قضايا ديمقراطية أساسية - الاحتلال؛ الطبقات الضعيفة؛ التمييز ضد السكان العرب. القضية الأساسية بالنسبة إليه هي وقف الهجمات ضد مؤسسات الدولة، بما فيها المحكمة العليا. هذه مشكلة مهمة بحد ذاتها، لكنها غير كافية.
- في الشهر الأخير حضرتُ مرتين نقاشات في المحكمة العليا. المرة الأولى كنت متفائلاً حيال مناقشة طلب تبرئة اسم يعقوب أبو القيعان، من أم الحيران، لكن للأسف، معقل الديمقراطية الإسرائيلية رفض الطلب. المرة الثانية هذا الأسبوع عندما رافقت طبيباً من غزة هو عزالدين أبو عيشة، الذي أطلقت دبابة إسرائيلية النار على منزله في سنة 2009 وقتلت بناته الثلاث، ياسمين وميرا وآية. يطالب د. أبو عيشه باعتراف واعتذار. يكفي أن تسمع والداً مفجوعاً عندما يتحدث عن بناته الثلاث، وهو يقترح حلاً سلمياً للشعبين كي تشعر بحرارة عواطفه النبيلة، مقارنة بوجوه قضاة المحكمة العليا "الديمقراطية" الباردة. لا أعلق آمالاً كثيرة على استجابتهم لطلبه.
- كتب إدوارد سعيد في كتابه "خيانة المثقفين" أنه عندما كان شاباً كان جان بول سارتر بطله، وكان حلم حياته أن يلتقيه. وإذا به يتلقى في سنة 1978 دعوة للاجتماع بسارتر على العشاء في منزل ميشال فوكو. بحماسة، ذهب إلى باريس؛ وفي بيت فوكو قال له سارتر: "أخيراً أصبح لديكم أنتم العرب عقل. لديكم أنور السادات! لم يستطع سعيد ابتلاع اللقمة في فمه وانتظر قليلاً كي يخرج من بيت فوكو ويعود إلى نيويورك.
- أفهم غضب وخيبة الأمل اللذين شعر بهما إدوارد سعيد إزاء مَن كان يعتبره شريكاً، لكنه لا يفهم تعقيدات المنطقة ومركزية القضية الفلسطينية. هناك أحزاب كانت شريكة لنا في الأعوام الأخيرة هي اليوم جزء من الائتلاف الذي يعمّق الاحتلال ويمس بالطبقات الضعيفة، لكن ليس لدي الامتياز الذي لدى المثقف كي أتصرّف كما تصرّف سعيد. من واجبي مواصلة النضال، وأيضاً الحديث مع معسكر اليسار على الرغم من خيبة الأمل. في الأسبوع الماضي قدمت اقتراحاً لإنشاء مستشفى في سخنين - المدينة التي تبعد عن أقرب مستشفى مسافة أكثر من مساحة إسرائيل؛ وضعها الاقتصادي - الاجتماعي متواضع، ومعدل الأعمار فيها هو الأدنى في البلد. قلت لنفسي: أخيراً هناك وزير صحة من حركة ميرتس، لكن منذ الجلسة الأولى قال لي نيتسان هوروفيتس إن الحكومة سبق أن قررت بناء مستشفى في كريات آتا [مدينة إسرائيلية تقع شرقي حيفا].
- جلست مع أعضاء الكنيست من ميرتس، محاولاً الحصول على تأييدهم لاقتراحي، لكنهم قالوا لي إن بناء مستشفى لا يكون من خلال اقتراح قانون. ذكّرتهم بصوفيا لاندبر التي نجحت في تمرير قانون بإنشاء مستشفى في أشدود. فقالوا لي إن اقتراح القانون يجب أن يشير إلى قطعة الأرض المُعدة لإقامة المستشفى. أجبت: أخاف من الإشارة إلى قطعة الأرض كي لا تقولوا لي أنت لا تستطيع أن تفرض المكان الذي تُقام فيه، لكنني مستعد للجلوس مع وزارة الصحة واقتراح 10 بدائل في منطقة سهل البطوف. أعلم بأنه في كل حديث يدور بين أقلية وأصحاب امتيازات عن حقوق الأقلية هناك سبب كي يقول أصحاب الامتيازات: نعم، ولكن. ومع ذلك لم أفقد الأمل بأن يوافق وزير الصحة على أن يكون شريكاً في إقامة مستشفى في منطقة البطوف.