من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قالت منظمة بتسيلم [مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة] في تقرير جديد صادر عنها هذا الأسبوع، إن إسرائيل تستخدم عنف المستوطنين كأداة رئيسية غير رسمية لطرد الفلسطينيين من أراضيهم الزراعية والمراعي في الضفة الغربية.
وأشار التقرير إلى أن المستوطنين قاموا على مدار الأعوام الخمسة الفائتة بالاستيلاء على نحو 30 كيلومتراً مربعاً من أراضي المزارع والمراعي في الضفة الغربية.
ووثّق التقرير خمس حالات تثبت هذا الاستخدام، أبرزها حالة مزرعة "ماعون" التي أُقيمت بشكل غير قانوني في منطقة الخليل في جنوب الضفة الغربية، ولكن مع بؤرة استيطانية فرعية أصبحت تسيطر الآن على نحو 2.64 كيلومتراً مربعاً، بما في ذلك الطرق والمراعي التي يستخدمها سكان المنطقة الفلسطينيون.
وقال الراعي جمعة ربعي (48 عاماً)، من قرية التواني في قضاء الخليل، لمنظمة بتسيلم إن اعتداءات المستوطنين منعته من الزراعة التي تعيل عائلته، وأشار إلى أن المستوطنين شنّوا عليه اعتداء عنيفاً سنة 2018. وقال: "كسروا ساقي، وكان عليّ المكوث مدة أسبوعين في المستشفى ومواصلة العلاج في المنزل. واضطررت إلى بيع معظم أغنامنا لتغطية تكلفة العلاج".
وأشار التقرير إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت زيادة حادة في أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين. ورفضت بتسيلم المزاعم المتكررة للحكومة بأن العنف ضد الفلسطينيين يرتكبه عدد قليل من المستوطنين المتطرفين، وأن قوات الأمن تبذل قصارى جهدها لإيقافه. وقالت إن الجيش لا يمنع الهجمات، وفي بعض الحالات يشارك الجنود فيها. وأضافت أن سلطات إنفاذ القانون لا تفعل شيئاً يُذكر لاتخاذ إجراءات ضد المستوطنين الذين يرتكبون أعمال عنف ضد الفلسطينيين، وتقوم بتبييض الحالات القليلة التي يُطلب منها معالجتها.
وقالت المنظمة إنه عندما يحدث العنف بإذن ومساعدة من السلطات الإسرائيلية وتحت رعايتها يكون عنف دولة، وأكدت أن المستوطنين لا يتحدّون الدولة في مثل هذه الحالة.
وبحسب التقرير، تم توثيق 451 هجوماً للمستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بداية العام الفائت، وفي 170 هجوماً منها لم تتدخل القوات الإسرائيلية لحماية الفلسطينيين. ونتيجة ذلك قُتل خمسة فلسطينيين وأصيب العشرات منهم بجروح.
وقال الناطق بلسان بتسيلم درور سدوت إن المنظمة لم تتواصل مع قوات الأمن الإسرائيلية لأنها تدرك أنها لا تفعل شيئاً حيال الاتهامات التي توجهها بتسيلم إليها.
ورفضت سلطات الجيش الإسرائيلي الإدلاء بأي تعقيب على التقرير.