أبرز التحديات الماثلة أمام الرئيس الجديد لـ"الشاباك": إحباط "الإرهاب" وأداء دور مركزي أكبر في مكافحة الجريمة في القطاع العربي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • عشرة أمتار، وربما أقل، تفصل بين مكتب نائب رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام ["الشاباك"] ومكتب رئيس "الشاباك". وقد قطع رونين بار هذه الطريق مئات، وربما آلاف المرات، في العامين ونصف العام الأخيرين اللذين شغل فيهما منصب نائب رئيس الجهاز. وحين سيسير فيه منذ الآن، بعد توليه منصب رئيس الجهاز، سيكون الأمر مختلفاً تماماً، إذ إن الثقل كله سيكون على كتفيه. صحيح أنه سيكون وراءه آلاف العاملات والعاملين في "الشاباك"، وهم آلة بشرية تنفيذية استخباراتية وتكنولوجية هائلة، لكن عيون الجميع ستكون موجهة إليه.
  • يمكن القول إن بار (أو برزوفسكي كما يسميه الجميع، على اسم عائلته الأصلي السابق قبل أن يُعَبْرَن منذ بضعة أعوام)، يمتلك كل المؤهلات المطلوبة للقيام بهذه المهمة. فهو يعرف "الشاباك" جيداً، وضليع بعمق في عمله وفي غاياته.كما أن معرفته للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية كلها عميقة وحميمة، فقد قدّم خدمات في الماضي لجهاز الموساد، وعمل مع الجهاز بتلاصُق في وظائفه العملانية المتعددة، وكذلك عمل أيضاً مع الجيش الإسرائيلي الذي استقبل تعيينه بترحاب كبير.
  • إن التحديات الماثلة أمام "الشاباك" تحت قيادة بار معروفة، وأساسها إحباط "الإرهاب" بمظاهره المختلفة في الساحات المتعددة: يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، حيث يسيطر "الشاباك" بتفوّق واضح كما أثبت في الفترة الأخيرة، وكذا قطاع غزة الذي يوجد لـ"الشاباك" فيه دور مهم ومزدوج، في الإعداد للمعركة التالية، وكذلك في تسوية محتملة مع حركة "حماس". وسيكون موقفه محرجاً إذا ما طُلب منه الوصول إلى حسم في صفقة محتملة لتبادل الأسرى. وسيجد رئيس الحكومة صعوبة شعبية في السير ضد موقف رئيس "الشاباك" إذا ما حذر من ثمن محتمل لتحرير أسرى قتلة. ومن المعروف أن رئيس "الشاباك" السابق يوفال ديسكين، الذي عارض "صفقة شاليط"، ساعد رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت في رفض ثمن الصفقة، بينما رئيس "الشاباك" السابق يورام كوهين، الذي أيد الصفقة، ساعد بنيامين نتنياهو على تنفيذها.
  • في ولاية بار ثمة احتمال أيضاً بأن يُخلي محمود عباس مكانه في رئاسة السلطة الفلسطينية. وسيكون لـ"الشاباك" دور مركزي في تشخيص السيرورات وتحديد الخلفاء المحتملين، وخصوصاً منع التطرف والتصعيد ومنع محاولات محتملة من "حماس" لاستغلال التغييرات من أجل السيطرة على الضفة أيضاً.
  • وسيكون بار مطالباً بأداء دور مركزي أكبر في مكافحة الجريمة في القطاع العربي. ومن المعروف أن سلفه نداف أرغمان عارض ذلك، لكن بار يتبنى نهجاً فاعلاً وموسعاً أكثر. وسيكون تحقيقه منوطاً بقرارات حكومية وبإقرارات قانونية مركبة.
  • ثمة سيرورات أُخرى سيقودها بار، بعضها بنيوي وبعضها شخصي. وهذه الأخيرة تتعلق ببعض التعيينات في الجهاز. لكن اختباره الأساسي لن يكون هناك، بل في الشجاعة التي يبديها في الغرف المغلقة، ولا سيما أمام رئيس الحكومة. ولا شك في أن العلاقات بين الرجلين حرجة في كل ما يتعلق بأداء الجهاز لمهماته، لكنها حرجة للديمقراطية أيضاً، فرئيس الحكومة هو قائد "الشاباك"، لكن على رئيس "الشاباك" أن يعرف كيف يكون مستقلاً ويقول رأيه باستقامة ومهنية، ومن دون خوف، حتى لو اضطر إلى دفع ثمن ذلك. بناء على ذلك، سيكون بار مطالباً بأن يتذكر دوماً أنه موظف لدى الجمهور وليس لدى الحكومة، وإذا ما نجح في ذلك فسيحظى بكل أسباب النجاح.