زيارة رئيس الحكومة إلى واشنطن- فرصة لن تتكرر
المصدر
معهد السياسات والاستراتيجيا – جامعة ريخمان، المنظّم لمؤتمر هرتسليا السنوي

من معاهد الدراسات الاستراتيجية المعروفة، ولا سيما المؤتمر السنوي الذي يعقده ويشارك فيه عدد من الساسة والباحثين المرموقين من إسرائيل والعالم. يُصدر المعهد عدداً من الأوراق والدراسات، بالإضافة إلى المداخلات في مؤتمر هرتسليا، التي تتضمن توصيات وخلاصات. ويمكن الاطّلاع على منشورات المعهد على موقعه الإلكتروني باللغتين العبرية والإنكليزية.

  • تُجري الولايات المتحدة وإسرائيل اتصالات للتحضير لزيارة رئيس الحكومة نفتالي بينت إلى واشنطن، والتي سيلتقي خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن. حتى الآن لم يُتفَق على موعد الزيارة، لكن من مصلحة إسرائيل إجراؤها في أقرب وقت ممكن. المقصود زيارة مصيرية ستؤثر بصورة عميقة في علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة، وفي قدرة إسرائيل على مواجهة التحديات الاستراتيجية التي تزداد حدة، وعلى رأسها المسألة النووية الإيرانية.
  • في ظل الأجواء المشحونة والعلاقات المكدرة بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو، يبدو أن البيت الأبيض سيعطي رئيس الحكومة نفتالي بينت رصيداً واسعاً. بناءً على ذلك، زيارته إلى واشنطن تشكل فرصة لن تتكرر، ويجب استغلالها للتوصل إلى تفاهمات استراتيجية ملموسة مع حليفتنا الكبيرة.
  • ... سيطلب بايدن أن يسمع من رئيس الحكومة بينت التالي:
  • رؤية واضحة للسلوك والتقدم في الساحة الفلسطينية وكيف ينوي وقف الزحف نحو حل الدولة الواحدة، وتعزيز حكم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وترسيخ الاستقرار في غزة.
  • ما هو مشروعه للحفاظ على طابع الهوية الديمقراطية لدولة إسرائيل، وترميم الصدع في العلاقة بين اليهود والعرب.

ج- تعهُّد إسرائيلي بالوقوف إلى جانب الولايات المتحدة والانضمام إلى الجبهة الديمقراطية التي تقيمها ضد الصين. وسيطلب الرئيس فهم كيف تنوي إسرائيل أن تضمن ألّا يشكل تسلل الصين إليها، ولا سيما في المجال التكنولوجي، خطراً على المصالح الأميركية.

د- كيف ينوي ترميم علاقات إسرائيل مع الأردن والعمل على تعزيز استقرار المملكة التي على ما يبدو عادت لتكون حليفاً مركزياً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

  • ومن المتوقع أن يبحث الرئيسان التغييرات التي تجري في أنحاء الشرق الأوسط، بما فيها تفكك لبنان، وإمكان زعزعة الاستقرار وميزان الردع بين حزب الله وإسرائيل، والخط العنيف الذي تنتهجه إيران بواسطة وكلائها في شتى أنحاء المنطقة، بما فيها الساحة البحرية.
  • مما لا شك فيه أن التحدي الاستراتيجي الأكثر إلحاحاً الذي تطرحه إسرائيل هو توسُّع المشروع النووي الإيراني والتقليص الدراماتيكي للوقت الذي تحتاج إليه طهران منذ لحظة اتخاذها قرار تخصيب اليورانيوم على درجة عسكرية من أجل إنتاج قنبلة.
  • بينما تراوح المفاوضات في جنيف بين الدول العظمى وإيران مكانها، تواصل طهران جمع أرصدة وتوسيع قدراتها النووية (تجميع يورانيوم مخصب على درجة 20% و60%، وتطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة، ومعالجة يورانيوم معدني). كل ذلك بهدف مراكمة معلومات لا عودة عنها في مقابل المفاوضات وقدرات تترجَم إلى رافعة وإنجازات أُخرى في هذا الإطار.
  • الإنجازات المطلوبة من زيارة رئيس الحكومة في الإطار الإيراني هي:
  • التزام صارم ومعلَن من الولايات المتحدة بأنها لن تسمح لإيران قط بالحصول على سلاح نووي.
  • الاتفاق على أنه يجب منع إيران من الوصول إلى نقطة لا يمكن بعدها وقف قفزها إلى سلاح نووي. تعهُّد أميركي بالعمل على ردع طهران عن الحصول على هذه القدرة بواسطة تهديد عسكري موثوق به.

ج- الموافقة على ضمانات ومساعدة لإسرائيل على المستوى السياسي والاقتصادي والعملاني تضمن أنها تستطيع الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية، من أجل منع إيران من  الحصول على سلاح نووي.

ه- تعهُّد الولايات المتحدة بالتحرك وحدها ومساعدة إسرائيل لكبح العمليات الإيرانية المؤذية في المنطقة، بمعزل عن مساعيها للعودة إلى الاتفاق النووي أو توسيعه.

  • ... الإنجاز المطلوب في القضية الصينية هو ثقة الإدارة بأن إسرائيل ستعمل بشفافية كاملة في كل ما له علاقة بالرقابة على الاستثمارات الصينية، في الأساس في المجال التكنولوجي، بصورة تضمن منع أي مس بمصالح الولايات المتحدة والمحافظة على تفوقها التكنولوجي. ويجب أن تضمن الزيارة ضم إسرائيل إلى الجبهة التي تقيمها الولايات المتحدة مع حلفائها الديمقراطيين في مواجهة التحدي الصيني على الصعد السياسية والتكنولوجية.
  • على الصعيد الفلسطيني ثمة أساس لاتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة استقرار الساحة الفلسطينية، وخصوصاً إعادة إعمار غزة بمساعدة إقليمية ودولية؛ تعزيز السلطة الفلسطينية كمنظومة حاكمة تدير حياة السكان الفلسطينيين؛ وقف التحركات ضد إسرائيل في محكمة لاهاي الدولية. بالإضافة إلى ذلك المطلوب الاتفاق بين الدولتين بشأن خطوات أحادية الجانب تهدد حل الدولتين في المدى البعيد. موقف بايدن المعلَن بأن على دول المنطقة الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية مستقلة يشكل فرصة في هذا الإطار.