بعد عملية حارس الأسوار غيّرت إسرائيل معادلة الرد، وبعكس الماضي يهاجم سلاح الجو بصورة دائمة، رداً على إطلاق بالونات مشتعلة تتسبب بحرائق في غلاف غزة.
في الجيش الإسرائيلي يوجهون الهجمات في المرحلة الحالية بحيث لا تؤدي إلى سقوط قتلى لدى الجانب الثاني. لكن مقارنة بالماضي، ما يجري هو تغيير مهم في أسلوب العمل. اليوم يهاجم الجيش موقعاً عسكرياً تابعاً لـ"حماس" في خان يونس ويعتبره هدفاً مشروعاً بعد إطلاق بالونات. قبل ذلك لم يكن يحدث هجوم كهذا حتى بعد إطلاق صواريخ على غلاف غزة.
هناك مَن يدّعي أن على إسرائيل عدم الانجرار إلى تصعيد بسبب بالونات مشتعلة وحرائق، والتي تُعتبر مجرد محاولة من "حماس" لتحريك الضغط من أجل التوصل إلى تحقيق تسهيلات في القطاع - من دون التسبب بتصعيد. لكن الماضي يثبت أن ما يبدأ كإطلاق بالونات يتدهور بسرعة كبيرة إلى تصعيد. لذا، حسناً يفعل المستوى السياسي الذي يعمل لأول مرة منذ أعوام بصورة ثابتة ويضع خطوطاً حمراء لـ"حماس" - ويرد عندما تتجاوزها. وإذا تجدد إطلاق الصواريخ، لا سمح الله، يمكن أن نفترض أن الردود ستكون قاسية جداً.
لكن مشكلة غزة لا يمكن حلها فقط بطريقة عسكرية. ومرة أُخرى وعلى الرغم من تغيير المعادلة، إلا إن إسرائيل لم تنجح في استخدام عملية حارس الأسوار لتحقيق أهداف سياسية واستقرار أمني في مواجهة القطاع. وحتى مع رد أكثر أو أقل حدة على إطلاق بالونات وصواريخ من القطاع، فإن إسرائيل و"حماس" تسيران في مسار معروف وثابت نحو اشتباك عسكري إضافي.
وتيرة التصعيد بطيئة وتشهد صعوداً وهبوطاً. أسبوع متوتر وأسبوع أقل توتراً، لكن التوجه واضح جداً - حتى لو كان التصعيد يزحف ببطء هذه المرة. لذلك من دون عملية سياسية سيكون الوصول إلى تصعيد مسألة وقت فقط.
بعد مرور أكثر من شهرين على عملية حارس الأسوار جرت خلالهما محاولات للتوصل إلى انعطافة في المفاوضات في موضوع الأسرى والمفقودين، ثمة مجال للتساؤل: ألا تريد إسرائيل السعي لتولّي وسيط آخر غير مصر المهمة؟ لأنه حتى الآن على الأقل لا يبدو أن المصريين يتوقعون أخباراً جديدة. وإذا كانت إسرائيل ترى في التوصل إلى اتفاق غير مباشر مع "حماس" مصلحة إسرائيلية، فعليها أن تفحص بجدية إدخال وسيط آخر إلى الصورة.