نتنياهو أعطى ضوءاً أخضر للتحريض
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- ردُّ بنيامين نتنياهو على ازدياد التحريض ضد السياسيين، الذي حذّر منه رئيس الشاباك نداف أرغمان يوم السبت، هو بمثابة إعطاء ضوء أخضر لأنصاره للاستمرار في التحريض.
- تحدث أرغمان عن "تصاعُد العنف والتطرف في الخطاب العنيف والتحريضي"، الذي يتضمن "دعوات إلى العنف والاعتداء الجسدي". وتابع محذراً "هذا الخطاب يمكن أن يُفسَّر في وسط مجموعات معينة أو لدى أفراد بأنه يسمح بأعمال عنيفة غير قانونية يمكن أن تصل إلى القتل." وفي الختام طلب أرغمان مساعدة نواب الجمهور وقادة الرأي العام ورجال الدين والمربين ومواطني إسرائيل، وإصدار "دعوة واضحة وصارمة إلى الوقف الفوري للخطاب التحريضي والعنيف."
- هذا كله لا يعني شيئاً بالنسبة إلى نتنياهو الذي يعتبر أن الأهداف تبرر دائماً كل الوسائل. وبدلاً من إدانة التحريض والتهديدات التي تتعرض لها شخصيات عامة عموماً، وأعضاء الكنيست نفتالي بينت وأييليت شاكيد وسائر أعضاء حزب يمينا خصوصاً- كل ذنبهم أنهم انضموا إلى حكومة التغيير- وأن يوضح بصوت عالٍ وواضح لا لبس فيه أن هذه ليست هي الطريق، أنكر نتنياهو اتهامه بالتحريض، لا بل أعطاه ضوءاً أخضر حين أشار إلى الصحافيين الذين من المشروع ضربهم.
- فقد أوضح أن "حرية التعبير ليست تحريضاً. لا يمكن التعامل مع انتقادات اليمين كتحريض، ومع انتقادات اليسار كعمل مشروع للتعبير عن حرية الرأي. هذه محاولة لتصوير اليمين كشيء عنيف وخطر على الديمقراطية." وبصورة بروتوكولية أضاف إدانة ضعيفة لكل "تحريض وعنف من أي طرف"، وسارع إلى تقديم نفسه وزوجته كضحايا للتحريض.
- ما يجري هو عملية إجرامية وتلاعُب بالمشاعر هدفها تحويل الانتباه عن مصدر الحريق والخطر. وبعكس ما قاله نتنياهو، للعنف الجسدي والسياسي في إسرائيل اتجاه واحد: من اليمين نحو اليسار. والدليل أنه بينما كان أرغمان يُصدر تحذيره نشر كبار الحاخامين في الصهيونية الدينية، وبينهم الحاخامون حاييم دروكمان وشلومو أفينر وشموئيل إلياهو، رسالة علنية عنوانها: "دعوة من حاخامي إسرائيل"، دعوا فيها "إلى بذل كل ما يمكن لمنع قيام هكذا حكومة". منذ أيامِ يغآل عامير [قاتل يتسحاق رابين] الكل يفهم ماذا يعني بذل "الكل"، على الرغم من أن الحاخامين نشروا في اليوم التالي مقاطع من شريط ڤيديو أوضحوا فيها أنهم لم يقصدوا بأي صورة العنف، وأن العنف موجود فقط في رأس مَن يحذّرون منه. ليخبروا يتسحاق رابين بذلك.
- لا يكفي الحديث بالقطارة عن العنف من "كلا الجانبين". ويتعين على أرغمان وعلى الشرطة الإسرائيلية استخدام كل الوسائل لديهما لمنع سفك دماء والدفاع عن الذين يتعرضون للتهديد، والذين هم من معسكر واحد - معسكر التغيير - من تهديدات المعسكر الآخر – معسكر نتنياهو.