قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن حزب الليكود سيعارض بشدة إقامة "حكومة التغيير" التي وصفها بأنها حكومة الاحتيال والخنوع، وتعهّد بأن يعمل حزبه على إسقاطها في أسرع وقت ممكن إذا ما تمّ تأليفها فعلاً، مؤكداً أنها حكومة يسار متطرفة خطرة تستند إلى داعمي الإرهاب، وفي حال الموافقة عليها فإن ائتلافها سيكون نتيجة أكبر احتيال انتخابي في تاريخ إسرائيل.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست أمس (الأحد): "عندما نتحدث عن حكومة يسارية خطرة نقصد حكومة ستخسر النقب [جنوب إسرائيل]، ولا تستطيع مقاومة مطالب الولايات المتحدة بتجميد البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وكذلك في القدس، ولن تقاوم إعادة فتح قنصلية أميركية للفلسطينيين في قلب القدس، وبذلك تعيد موضوع تقسيم القدس إلى جدول الأعمال."
كما أشار نتنياهو إلى أن الحكومة المرتقبة لن توافق على أي عمليات جريئة خلف خطوط العدو في إيران بعد أن يتم إبرام اتفاق لإعادة انضمام الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه سنة 2015، والذي عارضه بشدة. وقال إن حكومة يسارية متطرفة تعتمد على مؤيدي الإرهاب لا يمكنها محاربة الفصائل الفلسطينية في غزة أو المحكمة الجنائية الدولية بطريقة صحيحة إذا ما تحركت لتوجيه اتهام إلى الجنود الإسرائيليين بارتكاب جرائم حرب.
وحث نتنياهو أعضاء الكنيست اليمينيين في الأحزاب المعارضة له على رفض هذه الحكومة التي تعرّض إسرائيل لخطر لم تعرفه منذ أعوام عديدة.
من ناحية أُخرى قال نتنياهو إنه يدين كل أشكال التحريض والعنف، لكنه في الوقت عينه أكد أن الآخرين يصمتون عندما يكون هناك تحريض ضد اليمين وضده شخصياً أو ضد عائلته.
وادّعى نتنياهو أن معسكر اليمين يتعرض للهجوم بصورة غير منصفة بسبب انتقاده لخصومه السياسيين. وقال: "لا يمكن التعامل مع الانتقاد من اليمين على أنه تحريض والانتقاد من اليسار على أنه فعل مشروع لحرية التعبير. هذه محاولة لتصوير اليمين على أنه شيء عنيف وخطر على الديمقراطية."
كما وجّه رئيس الحكومة انتقادات إلى موقعيْ "فايسبوك" و"تويتر" بعد أن تم حظر حسابات بعض الشخصيات اليمينية، بمن فيهم نجله يائير، ووصف نتنياهو هذا الحظر الموقت بأنه محاولة لإسكات اليمين.
وكان رئيس الكنيست ياريف ليفين افتتح جلسة كتلة الليكود فوصف "حكومة التغيير" بأنها حكومة اليسار المتطرف.
وقال ليفين: "ثمة حكومة جديدة على وشك أن تؤلَّف وهي قائمة على الكراهية الشديدة، ليس فقط تجاه رئيس الحكومة، لكن تجاه جميع القيم التي ندافع عنها. هذه الحكومة ستكون عاجزة أمام إيران، وستوقف الاستيطان في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]."
وكانت مصادر مقربة من ليفين ذكرت في وقت سابق أمس أنه يدرس تحديد موعد لجلسة الكنيست التي ستصادق على الحكومة الجديدة، إمّا يوم الأربعاء القادم وإمّا يوم الإثنين في 14 حزيران/يونيو.
وأضافت هذه المصادر أنه من المتوقع أن يبلّغ ليفين الكنيست اليوم (الإثنين) إعلان رئيس "يوجد مستقبل" يائير لبيد في الأسبوع الفائت نجاحه هو وشركاؤه في تأليف حكومة تحظى بأغلبية أصوات أعضاء الكنيست.
وبموجب القانون، أمام ليفين مدة أسبوع لجدولة التصويت بشأن الثقة بالحكومة الجديدة. ويتوقع الكثيرون أن يستغل هذه المدة بكاملها من أجل منح نتنياهو وشركائه السياسيين الحدّ الأقصى من الوقت لمحاولة إفشال إقامتها.